بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

اعتذار إسرائيلي مفاجئ لقطر بعد هجوم جوي خلف خسائر بشرية

ترامب ونتانياهو
ترامب ونتانياهو

قدّم بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي المحتل، اعتذارًا رسميًا لدولة قطر الشقيقة، عن قيام قواته بشن غارة جوية على مبنى في العاصمة القطرية، الدوحة، مبدياً أسفه الشديد لسقوط ضحايا مدنيين واستشهاد ضابط أمني قطري، في تراجع مفاجئ عن سياساته التصعيدية واستفزازاته للعرب والمجتمع الدولي.


 

تداعيات الحادث

كانت القوات الجوية الإسرائيلية قد شنت، قبل عشرين يومًا، وتحديدًا في 9 سبتمبر 2025، هجومًا جويًا على مبنى في العاصمة القطرية، الدوحة، بزعم استهداف قادة من حركة حماس الفلسطينية. وأسفر الهجوم عن إصابة عدد من المواطنين القطريين، واستشهاد خمسة أفراد أمن وضابط أمني قطري، في انتهاك واضح للقوانين والمواثيق الدولية، التي تحظر الاعتداء على سيادة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.

يُذكر أن قطر كانت في ذلك الوقت تسعى للتوسط من أجل التهدئة بين حكومة الاحتلال وحركة حماس، في محاولة لوقف إطلاق النار، تمهيدًا للعودة إلى مسار السلام.

 

ردود الفعل العالمية والعربية

أثار الهجوم الجوي على قطر ردود فعل غاضبة على المستويين العربي والدولي. فقد أدانت دولة قطر الهجوم بشدة، وصرّح وزير خارجيتها بأن ما حدث "يعد استخدامًا للدولة كأداة للعدوان"، مؤكدًا تحميل الكيان الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الخسائر البشرية والمادية التي لحقت بقطر، معتبرًا أن الهجوم يأتي في سياق معاقبتها على جهودها في وقف إطلاق النار.

 

على الصعيد العربي، دعت مصر إلى عقد قمة عربية إسلامية طارئة في العاصمة القطرية، الدوحة، شهدت مناقشات حثيثة لإنشاء جيش عربي مشترك، وسط تحركات سياسية ودبلوماسية متسارعة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي، وداعميه، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.

 

وفي محاولة لاحتواء الموقف، أرسلت الإدارة الأمريكية وفدًا رفيع المستوى إلى الدوحة، لبحث سبل التهدئة وفتح باب المفاوضات من جديد، حيث تم التوقيع على اتفاق دفاع مشترك كخطوة لطمأنة الجانب القطري.

 

تداعيات الحدث في الأمم المتحدة

شهد الاجتماع السنوي للأمم المتحدة تطورًا غير مسبوق، إذ اندفعت العديد من الدول الأوروبية إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في تحول واضح في مواقفها السابقة. وكان من أبرز هذه الدول: بريطانيا وفرنسا، اللتان أعلنتا تغييرًا جذريًا في تعاملهما مع القضية الفلسطينية.

 

وفي موقف لافت، غادرت وفود غالبية الدول الأعضاء قاعة الأمم المتحدة – باستثناء 14 وفدًا فقط – فور إعلان صعود نتنياهو لإلقاء كلمته، تعبيرًا عن رفضها لما وصفته بـ"أكاذيبه التي لم تعد تنطلي على أحد".

 

رد فعل الولايات المتحدة

تحت ضغوط دولية متزايدة، أعلنت الولايات المتحدة عن عقد اجتماع موسع مع قادة الدول العربية والإسلامية. وجاء ذلك بعد تصريحات شديدة اللهجة من رئيس كوبا، الذي دعا إلى تشكيل تحالف دولي لمناهضة "الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أمريكي مباشر".

 

وأسفر اجتماع ضم 11 وفدًا عربيًا وإسلاميًا مع الإدارة الأمريكية عن إصدار بيان مشترك يدعو إلى وقف الحرب في غزة، إلا أن تصريحات استفزازية لاحقة من نتنياهو تجاه المبادرة والدول العربية أثارت مزيدًا من الغضب، وسط ترقّب للقاء المرتقب بين نتنياهو والرئيس الأمريكي، والمقرر عقده اليوم.

 

الاعتذار الرسمي من نتنياهو

في مفاجأة غير متوقعة، أعلن نتنياهو اعتذاره الرسمي لدولة قطر، متحملًا مسؤولية ما أسفر عنه الهجوم من خسائر بشرية ومادية، ومؤكدًا أن الغارة استهدفت قادة من حركة حماس، دون نية للتعدي على سيادة قطر أو السعودية، رغم اختراق أجوائهما.

 

وشدد نتنياهو على أن قرار تنفيذ الغارة كان قرارًا إسرائيليًا مستقلًا، مؤكدًا استمرار حكومته في "استهداف كل من يشكل خطرًا على أمن الكيان"، في محاولة واضحة لتخفيف حدة الغضب العربي والدولي، الذي أعقب هذا الحدث الخطير.

 

ردود الفعل المتوقعة

في سياق متصل، تستعد كل من قطر والسعودية لاتخاذ إجراءات قانونية ودبلوماسية ضد الكيان الإسرائيلي، عبر مؤسسات دولية مثل جامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والأمم المتحدة، ومحكمة العدل الدولية، للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن هذا الانتهاك الصارخ للسيادة والقانون الدولي.

تم نسخ الرابط