بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

شاب ينهي حياة شقيقه شنقا دفاعًا عن والده.. مأساة تهز حي حلوان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

في حي المشروع الأمريكي بحلوان، لم يكن أحد يتوقع أن يتحول بيت صغير إلى مسرح لمأساة تبكي لها العيون، بيت عرفه الجيران لسنوات طويلة بالهدوء وحسن الجوار، لكن خلف جدرانه كانت النار مشتعلة، نار الإدمان والمشكلات والخلافات العائلية التي سببها أحد الأبناء إثر تعاطيه المواد المخدرة، حتي قرر شقيقه التدخل ليحمي والده من بطشه فانقلب المشهد إلى جريمة لم تكن في الحسبان.

 

 

جريمة داخل جدران المنزل 

الأب المسن الذي حمل على كتفيه هموم الدنيا، لم يكن يتصور أن ينتهي الصراع بفقدان أحد أبنائه، وإلقاء الآخر في السجن،  وقف عاجزًا بينهما، يرى نجله يحاول حماية بيته، وآخر غارقًا في وهم المخدرات، لا يعرف كيف يقاوم ضعفه ولا كيف ينقذ نفسه من الهلاك.

 

يا خسارة.. الأخ قتل أخوه

الكيف، ذاك الوحش الخفي الذي يسرق الأرواح قبل أن يسرق العقول، كان السبب الأول في سقوط هذه العائلة في بئر مظلم، بعدما حول الابن الضحية من شاب له أحلام إلى شخص لا يعرف إلا طريق السرقة وضرب والده، ومع كل مرة كان الأب يغفر ويصبر، حتى جاء اليوم الذي كتب نهاية لهذه القصة.

 

الأخ القاتل لم يكن يومًا من ذوي النشاط  الإجرامي، بل كان موظفًا بسيطًا يحلم بحياة هادئة مع أسرته، لكن لحظة واحدة من الانفعال والخوف على والده دفعت به إلى هاوية لم يكن يتوقعها، حينما رأي مشهد شقيقه وهو يحاول سرقة البيت تحت تأثير المخدرات فلم يستطع السيطرة علي نفسه، وانتهى الأمر بجريمة مأساوية.

 

عقب وقوع الجريمة هرع الجيران  على صوت الصراخ، لم يصدقوا ما رأته أعينهم، فالبيت الذي لطالما كان ممتلئ بالحب والعطاء بات مسرحًا لجريمة قتل، وصوت الأب المنكسر يعلو على أنين الحضور وراح  يردد بعض كلماته بكل الحزن: "يا خسارة.. الأخ قتل أخوه".


خلال وقت قصير أبلغ الأهالي رجال الشرطة ، وعلى الفور انتقل العميد محمد نهاد، مأمور قسم شرطة حلوان ، يرافقة النقيب عمر عز ، رئيس التحقيقات بالقسم ، وقوة أمنية إلي مسرح الجريمة.


وفور وصوله وبخطوات مفعمة بالثقة وحس أمنى تشكل بخبرات السنوات، عاين العميد محمد نهاد جثة المجنى عليه، ثم راح يفحص أرجاء مسرح الجريمة.

 

بدوره، قام النقيب عمر عز، باقتياد المتهم إلي عربة الشرطة، والتحفظ عليه لحين بدء التحقيق عقب نقله لديوان القسم.

 

داخل قسم الشرطة، جلس الأخ المتهم مكبل اليدين، ينظر إلى الأرض بعينين غارقتين في الدموع، لم ينكر جريمته، ولم يجد ما يقوله سوى جملة واحدة: "أنا كنت بحمي أبويا".

 

أما الأب، فقد جلس بين رجال الأمن، لا يقوى على الحديث، يضع رأسه بين يديه وكأنه يرفض تصديق ما جرى، بعدما خسر ابنه الأول بالموت، وخسر الثاني بالسجن، وبقي هو وحده يواجه مصيره.

 

بعرض المتهم ادعلى النيابة العامة، أمرت بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.

تم نسخ الرابط