القصة الكاملة لمصرع 3 أشخاص وإصابة 11 آخرين في حريق عقار فيصل

في هدوء الفجر وبين جدران عقار بمنطقة فيصل، تحولت لحظات السكينة إلى صرخات مفزعة ودخان كثيف يملأ الأجواء، حيث لم يتوقع سكان الشارع أن يستيقظوا على مأساة تبكي لها العيون، أسر تبحث عن أبنائها وسط النيران، وأصوات استغاثة تتعالى، فيما كانت سيارات الإطفاء والإسعاف تشق طريقها بين الزحام لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
حريق عقار فيصل التحريات التى أجرتها الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، أكدت أن الحريق اندلع فجأة داخل عقار سكني، لتشتعل النيران في دقائق معدودة، وتنتشر بسرعة هائلة جعلت سكان المنطقة يعيشون لحظات من الرعب.
الأهالي هرعوا في محاولة لإنقاذ الضحايا، بعضهم يطرق الأبواب والبعض الآخر يصرخ بأسماء أحبائه، والكل يركض في مشهد مأساوي.
داخل العقار كان المشهد أشد قسوة، أدخنة تحاصر الممرات والسلالم، وأطفال يختبئون بين الجدران خوفًا من اللهب، فيما يحاول البعض الهروب عبر النوافذ، لكن القدر لم يمهل الجميع، فبين ألسنة النيران كان هناك من لفظ أنفاسه الأخيرة، ومن نُقل مصابًا إلى المستشفى في حالة خطيرة.
الأجهزة الأمنية والحماية المدنية تلقت البلاغ بنشوب حريق هائل، فهرعت قوات الإطفاء إلى المكان، لتجد النيران قد التهمت أجزاء كبيرة من العقار.
بدورهم، رجال الإطفاء تسابقوا مع الزمن للسيطرة على الحريق، فيما كان رجال الإسعاف يسابقون بدورهم لإنقاذ الضحايا ونقل المصابين.
ومع اللحظات الأولى لاندلاع الحريق، سقط 3 ضحايا من سكان العقار، هم: “أمجد ي.ا، ومريم ب.م، والطفل يوسف ا.ا”، الذين لم يتمكنوا من النجاة من ألسنة اللهب.
أما قائمة المصابين فتضم عبد الله سيد أحمد، حسين محمود عبد الحليم، محمد أحمد محمد، حسن رامي حسن، هناء مصطفى محمود، يوسف سيد إبراهيم، ناجي يوسف سعد، وتباهي الحاج محمد. جميعهم أصيبوا باختناقات وحروق متفاوتة، وتم نقلهم على وجه السرعة لتلقي العلاج اللازم.
الأهالي الذين تجمعوا أمام العقار لم يتمالكوا دموعهم، بعضهم كان يبحث عن قريب مفقود، وآخرون يتابعون بقلق سيارات الإسعاف وهي تنقل المصابين واحدًا تلو الآخر، حالة من الصدمة سيطرت على الجميع، وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة القاسية.
وبحسب ما أكدته التحريات الأولية، فإن السبب وراء الحريق يعود إلى ماس كهربائي، أشعل النيران داخل إحدى الشقق، لتتسع رقعتها بسرعة وتلتهم أجزاء العقار قبل أن يتم السيطرة عليها.
النيابة العامة تولت التحقيقات للوقوف على ملابسات الحادث، فيما واصلت الأجهزة الأمنية جهودها لمتابعة حالة المصابين والاطمئنان على سلامتهم.