الإندبندنت: خطة ترامب للسلام في غزة فخ استعماري يهدد القضية الفلسطينية

وصفت صحيفة الإندبندنت البريطانية، خطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب للسلام في غزة، بأنها "فخ استعماري خطير" يستهدف الشعب الفلسطيني، وذلك في تقرير أعده الصحفي المتخصص في الشؤون الدولية والعربية سام كايلي.
استحسان أوروبي مشروط
وأشار التقرير إلى أن الخطة نالت استحسان عدد من الدول الأوروبية والغربية، لاعتقادهم – حسب وصف التقرير – بأنها تُعد فخًا مُحكمًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإقراره بدولة فلسطينية في المستقبل. غير أن الصحيفة أكدت أن نجاح الخطة مستبعد، إذ أن "الشعب الفلسطيني لن تنطلي عليه هذه الخدعة".
تفاصيل "الفخ"
أوضح التقرير أن الخطة، التي وافق عليها نتنياهو بشخصه وليس حكومته اليمينية المتطرفة، تُلزم إسرائيل بوضع خارطة طريق موثوقة للاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولة ذات حدود واضحة ومستقرة.
احتمال العودة إلى طاولة المفاوضات
ورغم رفض نتنياهو المعلن لهذه المبادئ، يشير التقرير إلى أنه في حال وافقت السلطة الفلسطينية وحركة حماس على الخطة – التي وصفها بـ"خطة استسلام" – وتمكن نتنياهو من تمريرها داخل حكومته، فإن إسرائيل ستكون مضطرة للعودة إلى طاولة المفاوضات، بهدف إنهاء نظام الفصل العنصري الذي قسم الضفة الغربية إلى "أجزاء متناثرة تحت حكم ذاتي محدود للفلسطينيين".
خدعة الدولة الفلسطينية
وأكدت الصحيفة أن واحدة من "الإيجابيات الشكلية" للخطة تتمثل في أنها تتضمن الاعتراف بفكرة الدولة الفلسطينية، لكن الخدعة الحقيقية، بحسب التقرير، تكمن في أن إسرائيل تدرك تمامًا أن الدولة الفلسطينية، وفقًا للمعطيات الحالية، غير قابلة للصمود، ما يجعلها "كيانًا وهميًا على الورق وليس على أرض الواقع".
رؤية غربية مغايرة
في المقابل، اعتبرت بعض الدول أن الخطة تمثل خطوة أولى على طريق ترسيخ مفهوم الدولة الفلسطينية، نظرًا لتضمنها بنودًا لإعادة إعمار غزة ورسم خارطة طريق لسلام دائم، مبني على حل الدولتين وتوحيد الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سلطة حكومة فلسطينية واحدة.
عقبة التنفيذ
رغم ذلك، يوضح التقرير أن التنفيذ الفعلي للخطة يبدو مستحيلاً، بالنظر إلى تصريحات ومواقف كل من ترامب ونتنياهو، وهو ما اعتبرته الإندبندنت المعضلة الأساسية في هذا المقترح.
جوهر الاستعمار الجديد
يرى التقرير أن جوهر الخطة يكمن في تفويض إسرائيل بالاستمرار في احتلال غزة، ولكن بطريقة "ناعمة"، من خلال قيادة غربية غير محبوبة في الشرق الأوسط، تتمثل في توني بلير، رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، إلى جانب إدارة مباشرة من الولايات المتحدة عبر ترامب.
مستقبل حكم غزة
وأشار التقرير إلى أن هذه الآلية ستؤمن استمرار حكم غزة بشكل مؤقت، حتى يُثبت الفلسطينيون – وخاصة السلطة الفلسطينية – أنهم قادرون على إدارة القطاع بما يرضي إسرائيل والولايات المتحدة.
مصير حماس وقيادتها
وتشمل الخطة، بحسب التقرير، تشكيل قوة دولية لإدارة القطاع بعد نزع سلاح حركة حماس بالكامل، والإفراج عن جميع الأسرى، على أن يتم نفي قيادات الحركة إلى الخارج مع ضمان سلامتهم.
تحذير نهائي
وفي ختام التقرير، وجهت الإندبندنت تحذيرًا شديد اللهجة من الانضمام إلى هذه الخطة، معتبرة أن "من يوافق على هذا المقترح سيكون في حكم المجنون"، نظرًا لأن تداعياتها ستؤدي إلى مزيد من العنف والمواجهة، في ظل ما يراه الفلسطينيون غزوًا استعماريًا جديدًا وامتدادًا للمأزق الأخلاقي العميق الذي يعيشه القطاع حاليًا.