مدبولي: الصحة والتعليم يستحوذان على النصيب الأكبر من استثمارات الفترة المقبلة

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مؤتمره الصحفي الأسبوعي مساء اليوم بمقر الحكومة في العاصمة الإدارية الجديدة، بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والأستاذ أحمد كجوك، وزير المالية، والمهندس حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية.
بدأ مدبولي حديثه بتوجيه التهنئة للشعب المصري بمناسبة قرب حلول ذكرى انتصارات أكتوبر، قائلاً إنه يسعده أن يفتتح المؤتمر بهذه المناسبة العزيزة، معبّرًا عن تقديره لدور القوات المسلحة في حفظ الأمن والاستقرار، ومؤكدًا أن مصر ستبقى دائمًا قوية ومهيبة في محيطها.
ثم انتقل رئيس الوزراء إلى الحديث عن أهم الرسائل السياسية للأسبوع، مشيرًا إلى لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي بالأكاديمية العسكرية، والذي عبَّر بوضوح عن موقف مصر الثابت من قضية غزة.
وأكد أن الدولة لم تَتراجع عن تقديم الدعم الإنساني والوساطة السياسية لوقف الحرب، مع التمسك بثوابت الأمن القومي المصري. وذكر أن المقترحات الأمريكية لوقف الحرب يجب أن تراعي إجراءات أساسية مثل وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى، والانسحاب من غزة، وعدم التهجير أو الضم.
وعن الشأن المحلي، أوضح مدبولي أن الحكومة عرضت اليوم الأوضاع الاقتصادية بتفصيل دقيق، وذكرت وزيرة التخطيط أن النمو الفعلي للاقتصاد خلال العام المالي الماضي 2024/2025 تجاوز ما كان مخططًا له وبلغ نحو 4.4٪، مع تحقيق معدل نمو قدره 5٪ في الربع الأخير.
وأكد أن هذا النمو جاء مدفوعًا بقطاعات إنتاجية مستدامة مثل الصناعة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات، رغم ضغوط على إيرادات قناة السويس، مما يدل على أن الدولة تسير في المسار الصحيح للإصلاح الاقتصادي.
وأشار إلى أن الاحتياطيات من العملة الأجنبية في تزايد، وسعر الصرف يشهد استقرارًا نسبيًا، مما يعكس ثقة المستثمرين في الاقتصاد المصري.
كما أشار إلى أن موازنة العام المالي الحالي تضمنت تخصيص دعم بقيمة 75 مليار جنيه للمحروقات، و75 مليار جنيه للكهرباء.
فيما يتعلق بالاستثمارات، أفاد رئيس الوزراء بأنه التقى مؤخرًا نائب رئيس شركة "إيني" الإيطالية، والذي أعلن عن نية الشركة ضخ استثمارات بقيمة 8 مليارات دولار خلال خمس سنوات قادمة في مصر، تشمل تطوير الحقول القائمة واستكشافات جديدة.
وأوضح أن هناك مشروعًا لإنشاء شركة مشتركة مع إمارة الفجيرة الإماراتية لتأسيس منطقة لوجستية لتخزين وتداول النفط الخام داخل مصر، مما يدعم رؤية مصر كمركز إقليمي للطاقة.
ثم تناول مدبولي قطاع الصناعة، مشيرًا إلى أن الحكومة تضع استراتيجية لعشر سنوات لقطاع الحديد والصلب، وقامت بمتابعة تطورات إعادة هيكلة شركات الغزل والنسيج.
وذكر أنه زار مصنع شبين الكوم ضمن المرحلة الثانية من التطوير، بعد إنجاز المرحلة الأولى في المحلة الكبرى، مؤكّدًا أن المرحلة الثالثة ستنطلق منتصف العام المقبل بهدف تعظيم أصول الدولة في هذا القطاع.
كما أشار إلى لقاءه مع شركة BYD العالمية لتصنيع السيارات الكهربائية في مصر، بالتعاون مع شريك محلي، داعمًا بذلك توجه الحكومة لجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية في الصناعة الصديقة للبيئة.
فيما يخص القطاع العقاري، أوضح مدبولي أن التحقيق مع المطورين العقاريين يؤكد أن السوق لن يشهد فقاعات، بل يشهد نموًا طبيعيًا ومتوازنًا، مؤكدًا الإقبال الخارجي على التملك العقاري في مصر من عدة دول.
وذكر رئيس الوزراء أن الاستعدادات لافتتاح المتحف المصري الكبير على قدم وساق، وهو يُعتبر هدية مصر للعالم تعكس التاريخ والحضارة المصرية العريقة.
وأكّد أن الحكومة ستواصل الجولات الميدانية، مع التركيز على قطاعات التنمية البشرية مثل الصحة والتعليم، ودعم مبادرة "حياة كريمة" لتطوير الريف المصري، مشيرًا إلى أن المرحلة الثانية من المبادرة ستشهد توسعًا في الاستثمارات لتحسين جودة الحياة في القرى المستهدفة.
في ختام كلمته، أكّد مدبولي أن النمو الحالي لمصر هو نتيجة نجاح القطاعات الإنتاجية المستدامة، مع الإشارة إلى أن أعلى معدل نمو في تاريخ مصر كان عام 2006 بنسبة 7٪، وكان جزء كبير منه من الصناعات غير المستدامة.
وأضاف أن مصر اليوم تتجاوز هذا الأداء بمحرك نمو حقيقي ومستدام. كما أشار إلى أنه بعد تعافي الإنتاج في القطاعات التقليدية وعودة نشاط قناة السويس، من المتوقع تحقيق معدلات نمو أفضل في الأعوام المقبلة.
وختامًا، رد مدبولي على الانتقادات التي تثار حول مشروع العاصمة الإدارية، مؤكدًا أن الشركة القائمة عليها حقَّقت أرباحًا مكنتها من دفع ضرائب بمقدار 8 مليارات جنيه، وأن توجه الدولة في التجارة يهدف إلى تقليل الفجوة التجارية، مع استهداف صادرات بقيمة 145 مليار دولار في السلع والخدمات.