التوبة والاستغفار.. طريق تطهير القلب وغفران الذنوب

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف قوله: «الصَّلواتُ الخمسُ والجُمعةُ إلى الجمعةِ ورمضانُ إلى رمضانَ مُكفِّراتٌ لما بينهنَّ إذا اجتنبت الكبائر» وهو دليل على أن العبادات المفروضة تمثل حصنا يحفظ المسلم من تراكم الذنوب متى التزم بها على الوجه الصحيح.
ويؤكد القرآن الكريم أن الاستغفار طريق واسع لرفع البلاء وجلب الرزق وزيادة النِّعم، فقد قال تعالى على لسان نبيه نوح: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا}.
كما فتح الله تعالى باب التوبة لعباده على مصراعيه، فمن رجع إليه نادمًا صادقًا غفر له مهما كان ذنبه، وقد جاء في الحديث النبوي: «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم».
وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من الاستهانة بالصغائر، فقال: «إيَّاكم ومُحقرات الذنوب؛ فإنما مثلها كمثل قوم نزلوا بوادٍ، فجاء هذا بعود وهذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن مُحقرات الذنوب متى يُؤخذ بها صاحبها تُهلكه»، في إشارة إلى أن التهاون بالمعاصي البسيطة قد يقود الإنسان للهلاك إذا تراكمت.
وأكدت دار الإفتاء أن المسلم إذا وقع في ذنب فعليه أن يسارع بالتوبة والاستغفار، مستشهدة بقول الله تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا﴾ كما قال عز وجل: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ [الشورى: 25].
وجاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له»، وهذه بشارة عظيمة لكل من يندم على خطئه ويعود إلى الله مخلصًا، ليبدأ صفحة جديدة بيضاء خالية من الذنوب.