فضل شاكر يسلم نفسه بعد 13 عامًا من الاختفاء: نهاية فصل وبداية حساب
في خطوة مفاجئة أنهت سنوات من الجدل والاختفاء، تصدر اسم الفنان اللبناني فضل شاكر عناوين الأخبار ومنصات التواصل الاجتماعي، بعد أن سلّم نفسه طواعية إلى القضاء اللبناني، واضعًا بذلك حدًا لمرحلة طويلة من الغياب، والاتهامات، والجدل السياسي والديني.
أفادت مصادر أمنية لبنانية أن استخبارات الجيش تسلّمت الفنان الهارب داخل مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان، حيث كان يقيم منذ عام 2013 عقب أحداث عبرا الدامية. وبحسب المعلومات، جاء قرار فضل شاكر بالتسليم بعد ضغوط متزايدة تعرّض لها داخل المخيم، خاصة من بعض الجماعات الإسلامية المتشددة، ما دفعه للخروج من دائرة الحماية غير الرسمية، ومواجهة مصيره القانوني بنفسه.
كان فضل شاكر، قبل أن يصبح “الفنان الهارب”، أحد أبرز الأصوات الرومانسية في العالم العربي، بصوتٍ شجيّ وأغانٍ لامست قلوب الملايين، لكنه في عام 2012، أعلن اعتزال الفن فجأة لأسباب دينية، وظهر لاحقًا بجانب الشيخ أحمد الأسير، في سياق دعم سياسي وديني أثار الجدل.
ومع تفجّر أحداث عبرا في صيدا عام 2013 بين جماعة الأسير والجيش اللبناني، اتُهم فضل شاكر بالمشاركة في الاشتباكات، رغم نفيه المتكرر لاحقًا، مؤكدًا أنه لم يحمل السلاح ضد الدولة، وأن خلافه مع الأسير سبق المعركة بأشهر.
محاولات العودة والندم
ظهر فضل شاكر لأول مرة بعد غيابه في مقابلة تلفزيونية عام 2017، وقد بدا حليق الذقن ومختلفًا عن صورته السابقة، مؤكدًا أنه نادم على كل شيء وأنه يرغب في “فتح صفحة جديدة والعودة إلى الحياة الطبيعية”.
وفي عام 2018، حاول العودة إلى الساحة الفنية بأغنية ليه الجرح، تلتها عدة أعمال أخرى، لكن حضوره الفني بقي محل انقسام، خاصة بعد إزالة صوته من تتر مسلسل لدينا أقوال أخرى للفنانة يسرا، بسبب اعتراضات واسعة على ماضيه المرتبط بجماعة مسلحة.
لم تقتصر أزمة فضل شاكر على المستوى الأمني، بل امتدت إلى حياته الشخصية. فقد منع نجله محمد شاكر والده من حضور زفافه في أكتوبر الماضي، خشية الملاحقة الأمنية، مكتفيًا بعرض أغنية بصوته خلال الحفل، وهو ما فسّره البعض بأنه شرخ بين الأب وابنه.
كما واجه دعوى مدنية سابقة من رئيس بلدية حارة صيدا عام 2013، حصل فيها على براءة جزئية لاحقًا، إلا أنها لم تمسّ القضايا الجنائية والعسكرية.
يرى مراقبون أن تسليم فضل شاكر نفسه قد يكون بداية لتسوية قانونية، لكنها بلا شك تفتح فصولًا جديدة في قضيته المعقدة، خاصة أن الأحكام الصادرة بحقه لم تُسقط، وأن القضاء اللبناني سيكون صاحب الكلمة الأخيرة في مصير الفنان الذي مزج حياته بين الفن والدين والسياسة.
