في ذكرى ميلاده.. ماهر عصام الفنان الذي رحل مبكرًا وبقي في الذاكرة

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الراحل ماهر عصام، أحد أبرز الوجوه التي عرفها الجمهور في طفولته، وارتبط بها على مدار سنوات، قبل أن يخطفه الموت مبكرًا تاركًا وراءه مشوارًا فنيًا قصيرًا لكنّه مؤثر، وقصة إنسانية حزينة تليق بأن تُروى.
ولد ماهر عصام في الخامس من أكتوبر عام 1979، ونشأ في بيئة بسيطة بحي إمبابة، وبدأ رحلته الفنية وهو في عمر الزهور، حين أظهر موهبة لافتة جعلته يشارك في عدد من أبرز الأعمال السينمائية والتلفزيونية، إلى جانب عمالقة الفن في مصر.
منذ أن وطأت قدماه بلاتوهات التصوير، استطاع ماهر أن يترك بصمة قوية، حيث أبدع في تجسيد أدوار الطفل البريء، وشارك في أعمال خالدة في ذاكرة السينما. لم يكن مجرد وجه جميل أمام الكاميرا، بل حمل في أدائه إحساسًا حقيقيًا تجاوز عمره الصغير.
لكن كغيره من الأطفال الذين دخلوا المجال الفني مبكرًا، لم يكن الانتقال من "الطفل النجم" إلى "الممثل الناضج" سهلًا. ورغم محاولاته في الأدوار الشبابية، ظل ماهر عصام حبيس ذكريات البدايات، ولم يأخذ فرصته كاملة كنجم صف أول، رغم موهبته الواضحة.
خارج الكاميرا، لم تكن حياة ماهر سهلة. فقد فقد والديه في سن مبكرة، ثم شقيقته الوحيدة لاحقًا، ليعيش وحيدًا تقريبًا، بعيدًا عن الأضواء التي اعتادت أن تحيط به في صغره.
وفي عام 2014، تعرّض لأزمة صحية مفاجئة إثر نزيف حاد في المخ، دخل على إثره في غيبوبة خطيرة، ظل فيها بين الحياة والموت لعدة أيام، ثم أفاق منها، في ما اعتبره البعض "عودة من الموت"، لكنها لم تدم طويلًا.
في يونيو 2018، عادت الأزمة الصحية بشكل مفاجئ، حيث تعرّض لنزيف آخر في المخ، ودخل في غيبوبة لم يخرج منها هذه المرة. وفي صباح هادئ، رحل ماهر عصام عن عالمنا، وهو في قمة شبابه، عن عمر ناهز 38 عامًا.
رحيله ترك أثرًا بالغًا في الوسط الفني وبين جمهوره، ليس فقط لأنه كان فنانًا محبوبًا، بل لأنه رحل وفي قلبه أدوار لم تُكتب، ومشاهد لم تُصوّر، وفرص لم تُمنح.
رغم أن مشواره الفني لم يكن طويلًا، إلا أن محبة الناس له لم تتأثر. فملامحه البريئة، وصدق أدائه، جعلته حاضرًا في الذاكرة، لا سيما في أعماله الطفولية التي ما زالت تُعرض حتى اليوم، وتُعيد اسمه إلى الساحة، ولو للحظات.