بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

فضل شاكر يخرج من الظل ويسلم نفسه للجيش اللبناني.. فهل يعود إلى الغناء أم يواجه المصير القضائي؟

فضل شاكر يظهر ويسلم
فضل شاكر يظهر ويسلم نفسه للجيش اللبناني

بعد أكثر من عشر سنوات من التواري عن الأنظار داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، أنهى الفنان اللبناني فضل شاكر فصلًا طويلًا من الغموض، بعدما سلّم نفسه طوعًا إلى الجيش اللبناني، في خطوة وُصفت بأنها بداية لـ"تسوية" قضيته التي شغلت الرأي العام اللبناني والعربي على حدّ سواء.

عملية جرت بتنسيق سري بين وسطاء ومسؤولين

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر قضائي أن فضل شاكر سلّم نفسه يوم السبت، عند مدخل مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا جنوبي لبنان، في خطوة تمهد لإنهاء ملفه القضائي، المتعلق بأحكام صدرت غيابيًا بحقه في قضايا مرتبطة بالإرهاب.

 فضل شاكر 
 فضل شاكر 


أكد شهود عيان في تصريحات لوكالة "رويترز" أن الفنان فضل شاكر خرج سيرًا على الأقدام من مخيم عين الحلوة، متوجهًا إلى حاجز للجيش اللبناني قرب منطقة "الحسبة"، حيث بدا هادئًا ومبتسمًا، ويتبادل الحديث مع مرافقيه بروح متفائلة.

 

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن مسؤولين أمنيين وقضائيين أن عملية تسليم شاكر جاءت بعد تنسيق دقيق بين وسطاء ومسؤولين في وزارة الدفاع اللبنانية، ما أتاح انتقاله بسلاسة من داخل المخيم إلى عهدة الجيش، تمهيدًا لاستجوابه وبدء مسار قانوني جديد.

 فضل شاكر يظهر ويسلم نفسه للجيش اللبناني
 فضل شاكر يظهر ويسلم نفسه للجيش اللبناني

أحكام سابقة وملف ثقيل

يواجه الفنان فضل شاكر، واسمه الحقيقي فضل شمندور، أحكامًا غيابية بالسجن لمدة 22 عامًا مع الأشغال الشاقة، صدرت بحقه عام 2020 عن المحكمة العسكرية اللبنانية.

 

وقد قضى الحكم الأول بسجنه 15 عامًا، بعد إدانته بالتدخل في أعمال إرهابية من خلال تقديم خدمات لوجستية لجماعة أحمد الأسير. أما الحكم الثاني، فنصّ على سجنه 7 سنوات إضافية مع غرامة مالية، بتهمة تمويل الجماعة ذاتها وتأمين الأسلحة والذخيرة لها.

 فضل شاكر يظهر ويسلم نفسه للجيش اللبناني
 فضل شاكر يظهر ويسلم نفسه للجيش اللبناني

ويرجّح، بحسب مصادر قضائية، أن يُعاد فتح ملف فضل شاكر لإعادة محاكمته حضورياً، بعد إسقاط الأحكام الغيابية السابقة، تمهيدًا لإصدار حكم جديد وفقاً للإجراءات القانونية المتبعة.

 

من الغناء إلى الاتهام

وُلد فضل شاكر، واسمه الحقيقي فضل شمندور، في مدينة صيدا عام 1969، وحقق شهرة واسعة في العالم العربي بصوته الدافئ وأغانيه الرومانسية. إلا أنه أعلن اعتزاله الفن في عام 2012، بعد تقرّبه من الشيخ أحمد الأسير.

 

وفي عام 2013، شهدت مسيرته تحولًا جذريًا، بعد اندلاع اشتباكات عنيفة في منطقة عبرا، بين أنصار الأسير والجيش اللبناني، أسفرت عن مقتل 18 جنديًا و11 مسلحًا، ما وضع شاكر في دائرة الاتهام بقضايا أمنية خطيرة.

 فضل شاكر يظهر ويسلم نفسه للجيش اللبناني
 فضل شاكر يظهر ويسلم نفسه للجيش اللبناني

بعد المعارك، توارى فضل شاكر عن الأنظار داخل مخيم عين الحلوة، لينتقل من نجم جماهيري إلى مطلوب أمني يعيش في عزلة تامة.

 

وقد دافع شاكر مرارًا، عبر محاميه، عن براءته من تهمة إطلاق النار على الجيش اللبناني، مؤكدًا أنه لم يشارك في القتال، قائلاً إن "الزمن كفيل بإظهار الحقيقة".

 

“يثق بالقضاء”.. خطوة نحو النهاية؟

بحسب ما نقلته وكالة فرانس برس عن مصدر مقرب من الفنان، فإن شاكر "مؤمن ببراءته، ويثق بأن القضاء اللبناني سينصفه هذه المرة".

 

وبينما لم تُصدر السلطات اللبنانية بيانًا رسميًا يوضح تفاصيل التسوية، أشارت مصادر مطلعة إلى أن خطوة تسليم شاكر نفسه قد تكون جزءًا من مسار قانوني جديد لتصفية ملفات عالقة داخل مخيم عين الحلوة، خاصةً في ظل جهود لبنانية متواصلة لإنهاء ظاهرة المطلوبين أمنياً داخل المخيم.

 

فضل شاكر.. عودة من الظل

لم تكن عودة فضل شاكر إلى الواجهة من خلال أغنية جديدة أو حفل فني، بل من خلال باب القضاء. وبين من يرى في هذه الخطوة "شجاعة متأخرة"، ومن يعتبرها "محاولة لتبييض الماضي"، يبقى السؤال المطروح: هل ستمنحه العدالة اللبنانية فرصة جديدة للغناء؟ أم سيكون ذلك الفصل الأخير في قصة فنان عاش بين الضوء والظل؟

تم نسخ الرابط