بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

احتلال أم سلام دائم.. ما مصير قطاع غزة بعد خطة الرئيس الأمريكي

غزة
غزة

ساعات فارقة في تاريخ قطاع غزة المحاصر، ترسم فيها ملامح جديدة للفلسطينيين الذين وضعوا أحلامهم أدراج الرياح، ففي ظل مأساتهم في الحصول على المأكل والمشرب في ظل حرب التجويع التي يعيشون تفاصيل على يد الاحتلال الإسرائيلي، وجدوا أنفسهم أمام خطة جديدة وضعت بيد أمريكية وبإشراف إسرائيلي، وصفها الخبراء بأنها إنهاء احتلال باحتلال أشد فتكًا وأغطي، الأمر الذي يطرح التساؤلات حول مصير قطاع غزة خلال الأيام المقبلة. 

 

غزة بلا حماس 

خطة من 20 بندًا وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إنهاء الحرب في غزة، نصب فيها نفسه رئيسا للجنة دولية تحكم القطاع، وتوني بلير رئيس وزراء المملكة المتحدة سابقًا نائبا له، بينما لا تشمل اللجنة وجود السلطة الفلسطينية ولا حتى حركة حماس. 

الخطة التي أعلنت شملت تعليق جميع العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، لمدة 72 ساعة حينما تقبل إسرائيل الخطة، يطلق فيها سراح أنها 

جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء وتسليم رفات القتلى، بينما تفرج إسرائيل عن 250 فلسطينيا محكوما بالمؤبد و1700 من غزة اعتقلوا بعد السابع من أكتوبر، مع إدخال المساعدات الإنسانية.

 

 

رخا: الدول العربية غاضبة في صمت من خطة ترامب

 

السفير رخا أحمد حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق، لم يروق له وضع من بنود في خطة ترامب، ويراها محل شك وستجد حماس فيها من الملاحظات ما يعرقل تحقيق السلام، إذ أنه توقع أن توافق حركة حماس على الخطة من حيث المبدأ، لتحقيق الغرضين الأهم وهما وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات في ظل الجحيم الذي يعيشه الفلسطينيون بيد الاحتلال لدفع حماس نحو الاستسلام، لكن على الرغم من ذلك هناك بنود وصفها رخا بالغريبة والتي سترفضها حماس شكلا وموضوعا أو على الأقل ستطالب بتعديلها، وهى على سبيل المثال رئاسة ترامب للقطاع، وتوني بلير - مجرم الحرب - نائب له، لأن التفسير الواضح لهذا الأمر هو محاولة من الرئيس الأمريكي لتنفيذ مشروعه وهو تحويل غزة إلى ريفيرا ومركز تجارة عالمي. 

 

"غزة لن تكون للفلسطينيين إذا تم تنفيذ خطة ترامب" هذا ما قاله السفير رخا احمد حسن خلال تصريحه لـ "بلدنا اليوم" مؤكدًا أن أمور أخرى ليست واضحة كانسحاب الاحتلال من القطاع، ووقف إطلاق النيران ليست له ضمانات واضحة أيضا، مؤكدًا أن ترامب قام بتغيير الخطة التي عرضت خلال اجتماع القادة العرب والإسلاميين، وأنه ليس صادقا في تحقيق السلام بالقطاع.

وأشار رخا، أن ترامب يعد هذه الخطة منذ فترة ولكنه لم يعرضها على الوسطاء ولا حتى تواصل مع قادة الحركة في القطاع، وهذا يبين نوع من التعالي الذي يتخذه ترامب في التعامل مع الجميع، وحينما توصل لصيغة وعرضها على قادة العرب، قام نتنياهو بتغييرها، وبالتالي ليس هناك أي ضمانات لعدم تغيير الأمور مرة ثانية. 

 

وتابع رخا أن نتنياهو قال إن إسرائيل ستظل مسيطرة أمنيا على غزة، أيضا ضمان عودة إسرائيل للحرب كما حدث في اتفاق يناير،وأيضا هناك تساؤلات حول خطة ترامب، لماذا يريد إخراج حركة حماس من بلادهم، لماذا لا يتم إخراج قادة إسرائيل الذين دمروا غزة، ولماذا لا يحكم غزة شخصية عربية مستلقة، على سبيل المثال غسان سلامة. 

واستطرد أن الدول العربية غاضبة في صمت لأن كل ما عرض عليهم تم تغييره، والخطة بأكملها محل نقاش وتساؤلات، لماذا يتم عمل هيئة دولة لتحكم غزة، وما الفرق بينها وبين الاحتلال، ببساطة بدلا من كانت تحت الاحتلال الإسرائيلي صارت تحت الاحتلال الأمريكي البريطاني، وبالتالي التوقعات تشير إلى أن حماس ستوافق من حيث المبدأ فقط، ولن يهمهم توعدات ترامب، لأن غزة لن يحدث بها أكثر مما حدث، 

 

توافق عربي وتعنت حماس

الخطة التي وضعت بيد ترامب لا تروق لحركة حماس وفق ما نشرت وسائل إعلام نقلا عن مقربين من الحركة، إذ توقفت عند بند نزع السلاح ومغادرة المقاتلين، بينما تسعى مصر وفق تصريحات وزير خارجيتها بالتنسيق مع قطر وتركيا لإقناع حماس بالقبول، محذرين من رفض حماس للخطة بعد توعدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالجحيم حال الرفض، في ظل الوضع شديد الخطورة الذي يعيشه الفلسطينيون من مجاعة قاتلة أوت بأرواح المئات من المدنيين الأبرياء. 

 

بيومي: حماس تريد إقامة إمارة إسلامية إخوانية بغزة 

السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق لا يطمئن لرد فعل حركة حماس، قائلا إن حركة حماس هي الطرف المشاغب في القضية كلها، ونحن لسنا سعداء بموقفها على الإطلاق، لأنها بدأت حربًا في ظل تفاوض تقوده مصر، وتحارب قوة لا ليست مماثلة لها، ما أدى إلى سقوط آلاف القتلى والضحايا، مؤكدًا: يقال إن حماس ليس هدفها قضية فلسطين ولكنها تحاول إقامة إمارة إسلامية إخوانية في غزة. 

 

وأضاف بيومي خلال تصريح خاص لـ بلدنا اليوم، أن موقف حماس لا يدعو للتفاؤل في ظل ظهور السلطة "الترامبية" التي تنزع عن حماس أي سلطة في غزة ورئاسة القطاع وفقا للخطة ستكون لترامب ونائبه توني بلير، لكن الدول العربية قبلت الخطة لما فيها من أجزاء مهمه منها عدم التهجير للفلسطينيين، وعدم التوسع في فلسطين، والاعتراف بالدولة الفلسطينية. 

 

بيومي أشار إلى أن جهود ترامب نحو السلام مشكوك فيها، لأنه رجل قليل الخبرة حتى في معايير التجارة الدولية، ما جعله يفرض رسوما على أهم حلفائه في التجارة الدولية، وبالتالي ترامب لا يطمئن إليه. 

وتابع: أن مخاوف الدول العربية من خطة ترامب، هي عدم وجود شخصيات عربية تحكم القطاع لكن كل ما حدث هي مجرد موافقات مبدأية، مشيرا إلى أن هذه الخطة لن تؤثر كثير على القوى الإقليمية في المنطقة مثل روسيا، لأنها من المتوقع أن لا تعترض لمجرد موافقة مصر، إلا أن إيران من المتوقع أن تحدث نوعًا من الضجيج لاعتراضها لكن من الواضح أن العلاقة بينها وبين مصر باتت جيدة وتستطيع مصر التوصل لاتفاق بهذا الأمر. 

 

خطة ترامب لا زالت في يد حماس، تفندها وتضع تقديرا لموقفها، ولا زال الوسطاء يضغطون للموافقة رغم المخاوف من عدم تواجد عربي في إدارة شئون القطاع في خطة ترامب، الأمر الذي يجعل الجميع في حالة من الترقب، لما سيشهده قطاع غزة المحاصر خلال الأيام المقبلة. 

تم نسخ الرابط