نصر أكتوبر في عيون الفن.. حين تحولت البطولات إلى إبداع خالد

يظل السادس من أكتوبر يومًا استثنائيًا في ذاكرة المصريين، ليس فقط باعتباره نصرًا عسكريًا أعاد الكرامة والعزة، بل كحدثٍ ملهمٍ ألهم الأجيال وأعاد صياغة وجدان الأمة من جديد.
ومع مرور السنوات، لم يكن الفن بعيدًا عن هذا الحدث، بل كان مرآته الصادقة التي نقلت مشاعر البطولة والفقد والانتصار من الميدان إلى الشاشة والمسرح والأغنية.
وأدرك الفنانون منذ السبعينيات، أن معركة أكتوبر ليست حدثًا عسكريًا فحسب، بل قصة إنسانية تستحق أن تُروى، فجاءت أفلام مثل الرصاصة لا تزال في جيبي والطريق إلى إيلات لتجسد الشجاعة والتضحية في أبهى صورها، حيث قدّمت للأجيال مشاهد واقعية تخلّد تضحيات الجنود المصريين.
ولم يقتصر الإبداع على السينما وحدها، بل كان للأغنية الوطنية دورها في ترسيخ النصر، من بسم الله لعبد الحليم حافظ إلى على الربابة بغني لوردة الجزائرية، وهي أعمال تجاوزت حدود الزمان لتصبح جزءًا من وجدان الأمة.
كما لعب المسرح والتلفزيون دورًا في استحضار روح أكتوبر عبر أعمال تناولت ما بعد الحرب، مثل القرار الأخير والوفاء العظيم، التي أبرزت قيم الصبر والبناء ومسؤولية الجيل الجديد تجاه الوطن.
وحتى اليوم، ما زال الفنانون الشباب يستلهمون من نصر أكتوبر معاني الإصرار والتحدي في أعمالهم الدرامية والغنائية.
و أثبتت التجربة أن الفن كان وما زال السلاح الموازي للبندقية، يوثق النصر بلغة المشاعر، ويعيد روايته للأجيال بروحٍ لا تعرف الاندثار. فكما صنع الجندي على الجبهة مجده بالنار، صنع الفنان مجده بالإبداع، ليبقى نصر أكتوبر حيًا في الذاكرة، نابضًا في كل أغنية ومشهد ولوحة.