ناقد رياضي: التعامل الإعلامي مع أزمات الأندية يحتاج إلى مراجعة شاملة (خاص)

أكد الناقد الرياضي محمد الأسيوطي، أن الطرح الإعلامي في التعامل مع أزمات الأندية المصرية يحتاج إلى مراجعة شاملة، مؤكدًا أن الإعلام الرياضي وُجد ليقدّم الحلول لا ليكتفي بالبكاء.
المعالجة الجوهرية للأزمة
وأوضح الأسيوطي في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم» أن العناوين من نوعية «الحقوا الزمالك» أو «أنقذوا الإسماعيلي» لا تقدم حلًا حقيقيًا، بل تكرّس لفكرة الإنقاذ المؤقت دون معالجة جوهر الأزمة، مطالبًا الإعلاميين بتغيير الطرح إلى «لماذا تغرق الأندية في الديون؟»، فالإصلاح يبدأ من تغيير زاوية التناول الإعلامي، ولا يتحقق بخطاب العواطف.
وأضاف أن الطرح الإعلامي الأصح هو البحث في الأسباب الحقيقية وراء غرق الأندية، وطرح السؤال الأهم: لماذا تتكرر الأزمات المالية؟، ثم دراسة الحلول العالمية التي تبنّتها دول سبقتنا في مواجهة الأزمات البنيوية داخل منظومة الرياضة والاحتراف.
وأشار الأسيوطي إلى أن بيان إطلاق قانون اللعب المالي النظيف عام 2011 نصّ بوضوح على أن هدف القانون هو حماية الأندية من الديون المفرطة ومكافحة التلاعبات المالية، مؤكدًا أن تجارب الدول التي سبقتنا تضمنت حلولًا ناجعة ومستدامة، لا مجرد مسكنات مؤقتة.
رؤية اقتصادية واضحة
وشدّد الأسيوطي على أن الحل لا يمكن أن يكون في الاستثناءات أو دعم الدولة أو تبرعات الأفراد، بل في رؤية اقتصادية واضحة، واستثمار منظم، واستدامة مالية، وعدالة مطلقة عبر حزمة تشريعات، موضحًا أن الإصلاح الحقيقي يبدأ من الفكر والإدارة، وليس من الشفقة أو التدخلات المؤقتة.
واختتم الناقد الرياضي محمد الأسيوطي تصريحاته مؤكدًا أن العالم تجاوز مرحلة «إنقاذ الأندية»، وباتت المنظومة الاقتصادية هي الحَكَم في بقاء أي كيان رياضي أو اختفائه، فالحل ليس في التبرعات، بل في رؤية اقتصادية واستدامة مالية تصنع المستقبل وتؤمّن بقاء الكيانات الرياضية.