بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

أسباب تمنعك من شراء سيارة كهربائية

السيارات الكهربائية
السيارات الكهربائية - أرشيفية

استقبل السوق المحلي مؤخرا طرازات جديدة من السيارات الكهربائية،  في محاولة لدعم التحول نحوها، بما يتماشى مع سياسة الدولة لإحلال سيارات الكهرباء بدلا من السيارات التقليدية.

 

ومع توافر طرازات مختلفة بأسعار متفاوتة تناسب مختلف الميزانيات، أصبح العديد من المواطنين يفكرون في اقتناء السيارة الكهربائية التي يبشر أصحاب متخصصي القطاع وخبراءه بأنها أرخص في تكاليف التشغيل، بما يوفر على مالكها نحو 50% من تكاليف السيارات التقليدية.

 

ومع انتشار السيارات الكهربائية منذ 5 سنوات تقريبا، بات من اليسير تقييم أدائها من المتخصصين ومالكيها لكشف حقيقة الترويج الحاد لها من قبل وكلاءها ومستورديها، لا سيما أن المراقبين والمتابعين لسوق السيارات يرهنون انتشارها بعدة عوامل، ودونها سيكون انتشارها مهدد ولن تحصد ثقة العملاء لا سيما من مستهلكي السيارات الاقتصادية والذين يمثلون أكثر من 70% من سوق السيارات.

 

محطات الشحن وأسعار الكهرباء

 

توضح الأرقام فجوة كبيرة بين عدد مالكين السيارات الكهربائية والمقدر بنحو 12 ألف سيارة وبين محطات الشحن المتوافرة التي لا تتخطى حاجز 1600 محطة شحن كهربائي غالبيتها في القاهرة، كما أن مراكز الصيانة قليلة للغاية وأسعار الصيانة مرتفعة.

 

كما زادت تكاليف التشغيل نسبيا بعد زيادة أسعار الشحن، فارتفع سعر شحن التيار المتردد (AC) من 1.89 جنيه لـ 3.40 جنيه للكيلو واط/ساعة، بزيادة 80% تقريبا، وينعكس ذلك على سعر الشحنة (100 كيلو واط / ساعة) ليصبح 340 جنيهًا بدلاً من 189 جنيهاً، بينما ارتفع سعر التيار المستمر (DC) السريع، وأصبح 6.55 جنيه بدلا من 3.75 بمقدار زيادة يقترب من 75%.

 

السيارات الكهربائية بلا اهتمام من الوكلاء 

 

يؤكد المهندس هشام فرانسيس خبير السيارات أن السيارات الكهربائية بلا أدنى اهتمام من الوكلاء الذين لم يقدموا اهتماما أو حوافز للمستهلكين بل أن أغلب قطع الغيار غير متوفرة على الإطلاق ولن تجدها لدى الوكيل أو في السوق الموازي.

 

ويوضح أن سعر قطع الغيار مرتفع للغاية، فسعر الإطار يساوي ثلاثة أضعاف الإطار في السيارات التقليدية، كما أن البطارية آجلا أو عاجلا سوف تتعطل مع الاستهلاك أو الحوادث مع العلم ان سعر البطارية يمثل 60% تقريبا من إجمالي سعر السيارة.

 

ويلفت فرانسيس النظر إلى معضلة تقع فيها شركات التأمين عند تقدير القيمة السوقية للسيارات الكهربائية، لأن التأمين يجرى بكامل السعر عند الشراء في حين أن قيمة البطارية يمثل على الأقل 50% من هذا السعر والذي لا شك سيتهاوى عند إعادة البيع أو الإهلاك الكلي؛ لذا وجب التنبيه على أهمية تقدير القيمة بأقل من سعر الشراء الغير حقيقي فنيا وعمليا.

 

صعوبة تعامل المستهلك مع تكنولوجيا السيارات الكهربائية

 

يشير المهندش خالد عامر خبير صيانة السيارات إلى صعوبة تعامل المستهلك العادي مع تكنولوجيا السيارات الكهربائية، موضحا أن شحن البطارية له شروط محددة تختلف باختلاف نوعية الشحن بطيء أو سريع وفي حال التهاون في تطبيق الإجراءات فلا مفر من أعطال البطارية الباهظة.

 

ويؤكد أن فرق تكلفة التشغيل بين السيارات الكهربائية وغيرها ليس كبيرا إلى الحد الذي يروج له من البعض، والفرق الحقيقي يمكن تحديده في توفير السيارات العاملة بالوقود للوقت، فلن ينتظر صاحبها ساعة أو اثنين لإجراء عملية الشحن وربما 8 ساعات في الشحن المنزلي، ولن يشغل باله بتوافر محطة شحن على الطريق أو مركز صيانة للطوارىء وغيرها.

 

لا تباع بسهولة وتخسر كثيرا

 

عماد كمال تاجر سيارات مستعملة يوضح أن السيارات الكهربائية تخسر كثيرا من قيمتها عند إعادة البيع ولا تباع بسهولة لافتا أن السيارة التي يبلغ سعرها مليوني جنيه بمجرد استخدامها تصل في سوق المستعمل إلى  مليون و250 ألف جنيه، وأسباب ذلك أن عدد مالكيها قليل للغاية، ولا انتشار لها ولا لمحطات الشحن في المحافظات وأكثر من 90% من مالكيها يعيشون في القاهرة الأكثر جاهزية لخدمة أصحاب السيارات الكهربائية.

 

ويضيف أن 90% من أحياء القاهرة غير مجهزة لسيرها لذلك نجد تواجدها محصورا بين سكان المدن الجديدة وعدد صغيرا من الأحياء الراقية مع العلم أن انتشار بعض الطرازات الكهربائية مثل BYD وفولكس ID منها خلال الفترة الأخيرة لم يستمر بل انحسر ويمكن القول أن السيارات الكهربائية موبايل يجب تبديلها كل 3 أو 4 سنوات لأن البطارية تتلف مع الاستهلاك.

 

وفي نهاية حديثه لـ «بلدنا اليوم» يؤكد أن الطبقة المتوسطة لا يمكنها اقتناء سيارات كهربائية مرتفعة الثمن سواء أوربية أو صينية نظرا لارتفاع أسعارها وأسعار إصلاحها وعدم قدرتها على الاحتفاظ بالقيمة كغيرها من السيارات العاملة بالوقود.

 

وفي النهاية يؤكد مصطفى إبراهيم مالك لأحد السيارات الكهربائية أنه اشتراها بأكثر من 2 مليون ويستخدمها فقط في الأماكن القريبة والممهدة، مضيفا أنه يفضل السفر بالسيارة التقليدية نظرا لتوافر محطات البنزين ومراكز الصيانة، وخوفا من تعرض البطارية لأعطال بسبب الطرق الغير ممهدة في بعض المناطق.

 

انتشار السيارات الكهربائية مهدد عالميا

 

وبسبب تلك العوامل وغيرها لا يزال انتشار السيارات الكهربائية مقصورا على عدة دول، ففي حين بلغ إجمالي المبيعات عالميا 17 مليون سيارة كهربائية في 2024، استحوذت الصين وحدها على نحو 11 مليون سيارة كهربائية وباقي العدد موزع على أسواق أمريكا وأوربا وأسيا وإفريقيا بنسب لا تذكر.

 

ويؤكد تعثر خطط التحول إلى السيارات الكهربائية عالميا، إصرار شركة تويوتا اليابانية على إهمال تصنيع سيارات كهرباائية والاكتفاء بنسخ هايبرد (محرك مزدوج)، بالإضافة إلى الرسالة المشتركة التي تلقاها الاتحاد الأوربي نهاية أغسطس الماضي من رابطة مصنّعي السيارات الأوروبية (ACEA) ورابطة موردي قطع الغيار الأوروبية (CLEPA ) حول عدم قدرة صناع السيارات على الوفاء بأهداف خطة خفض الانبعاثات لعامي 2030 و2035.

تم نسخ الرابط