منطقة دولية تضم العريش وغزة.. كيف يكون السلام بعين ترامب؟

على مدار عامين تشبث سُكان غزة بالأمل، رغم الدمار الذي خلفه بطش الاحتلال، والمجاعة الإنسانية التي نتج عنها موت الآلاف، إلا أن حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) وافقت على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النيران وإدخال المساعدات، حيث أعلنت في بيانٍ لها عزمها على إطلاق سراح جميع الرهائن والجثث، الأمر الذي علق عليه ترامب بأنه بداية لنواة حقيقية لتحقيق السلام بالشرق الأوسط.
من أين سيدار القطاع
مع موافقة حماس على مبادرة ترامب، وعزمها على خوض مناقشات مع الدول الوسطاء للتوصل إلى حل ينهي هذا الصراع، ترددت التساؤلات حول اللجنة الدولية التي ستدير أمور القطاع لفترة انتقالية برئاسة ترامب ونائيه توني بلير، قبل تولي السلطة الفلسطينية زمام الأموار، فيما طرحت التساؤلات أيضا حول موقع مقرها.
حول هذا الأمر قالت وسائل إعلام عربية إن مقر اللجنة الدولية لإدارة قطاع غزة سيكون في مصر، وبالتحديد سيقع في محافظة العريش التي يفصلها عددا قليلا من الكيلومترات، بل والأمر الأكثر تساؤلا هو أن الخطة ذاتها تتطرق إلى فتح محافظة العريش على قطاع غزة باعتبارها منطقة دولية، الأمر الذي لم تعلق عليه السلطات المصرية حتى الآن ولم تفصح عن أي تفاصيل.
و رحبت برد حركة حماس على مقترح ترامب، فيما رحب العديد من الدول العربية والأوروبية معتبرة أن هذه فرصة لإقتناص السلام الحقيقي في المنطقة، وإنهاء عقودا من النزاع المستمر التي جلعت من الشرق الأوسط حلبة صراع لا مثيل لها.
في هذا الصدد قال اللواء أركان حرب محمد الشهاوي إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سوف تكلل بالنجاح من خلال وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة وإعادة الإعمار، وعدم تهجير الفلسطينيين والعمل على حل سياسي دبلوماسي يفضي إلى حل الدولتين.
وأضاف الشهاوي في خلال تصريح خاص لـ بلدنا اليوم أن خطة ترامب ستكون لها لجنة دولية للإدارة وسوف تتواجد على أرض العريش لأنها أقرب نقطة للقطاع، وهذا ليس احتلال ولكنه مثلما تتواجد الولايات المتحدة في نيويورك بجزيرة مانهاتن وبها جميع الدول الممثلين، وبالتالي لا تعتبر الأمم المتحدة وأيضا مجلس الأمن في نيويورك احتلال للمكان، ولكنه مجرد مكان يتم الإدارة به.
وأشار الشهاوي أن مدينة العريش هي منطقة مقدسة على قلب كل مصري، لأن هذه المنطقة صاغتها الجغرافيا وسجلها التاريخ وسطرتها سواعد أبنائها ودماء شهدائها، وبالتالي لا يمكن ضم العريش إلى قطاع غزة لأن هذا خطة أحمر، ومصر تحافظ على حدودها.
وتابع الشهاوي أن تواجد إدارة دولية برئاسة توني بلير في العريش لا يعني أن هذا احتلالا ولكنه إدارة خلال الفترة الانتقالية حتى تستعيد السلطة الفلسطينية هيمنتها على كل الضفة الغربية وقطاع غزة، أما أنها تعتبر منطقة دولية هذا أمر مستحيل لأنها أرض مصرية.
العريش وغزة منطقة دولية
تحدث بعض وسائل الإعلام العربية حول نوايا الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، خلف خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، إذ ترسم بعض التفاصيل لضم مدينة العريش المصرية لقطاع غزة واعتبارهما منطقة دولية، الأمر الذي لم تتحدث عنه أي جهة رسمية حتى الآن، سواء في مصر أو غيرها من الدول الوسطاء، الأمر الذي يضع الشكوك حول صحته.
ومن جانبه، وصف السفير حسين هريدي مساعد وزير الخارجية الأسبق، هذا الكلام بالخطير وأنه لا يمس إلى الواقع بصلة، إذ أن مدينة العريش مصرية خالصة لن تقبل مصر بأي حال من الأحوال هذا الكلام الذي لا يعتد به من الأساس.
وأشار هريدي، أنه حتى الآن لم يعلن رسميا مكان اللجنة التي ستدير القطاع وهذا سيعلن رسميا من خلال رئيس مجلس السلام وهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، متابعا: أن نجاح خطة ترامب على أرض الواقع سيكون مشوارًا طويلا تستضيف فيه مصر المفاوضين خلال الأيام القادمة بمشاركة فلسطينية إسرائيلية أمريكية، حتى نصل إلى مرحلة أولية من تحقيق الخطة وانسحاب إسرائيلي أولاً ومن ثم مناقشة باقي التفاصيل.
واعتبر ترامب رد حماس على خطة بداية للمضي قدما نحو السلام، إلا أن الخبراء والمحللين يتوقعون عكس لك لما تبين في بيان الحركة حول نزع السلام والخروج من القطاع، إذ ينتظر الجميع النتائج على أرض الواقع والتي لربما تغير كل التوقعات خلال الفترة المقبلة.