بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

الدسوقي.. قطب التصوف والزهد الإسلامي الذي ألهم الأجيال بحياته وتعاليمه

الدكتور عبدالقادر
الدكتور عبدالقادر سليم: سيدي إبراهيم الدسوقي رمز للعلم والزه

قال الدكتور عبدالقادر سليم، مدير إدارة الدعوة بمديرية أوقاف كفر الشيخ، إن العارف بالله سيدي إبراهيم الدسوقي يُعد من كبار أقطاب التصوف الإسلامي وأحد أبرز رموز العلم والزهد في التاريخ الإسلامي، مشيرًا إلى أن سيرته العطرة لا تزال تُلهم الأجيال بمعاني الإخلاص والورع وحب الله ورسوله ﷺ.

 

وأضاف «سليم» أن سيدي إبراهيم الدسوقي وُلد بمدينة دسوق في الثلاثين من شعبان عام 653 هـ، في عهد السلطان عز الدين أيبك، ونشأ في أسرة عُرفت بالعلم والتقوى، فحفظ القرآن الكريم صغيرًا، وتفقه على المذهب الشافعي، وتأثر بالطريقة الرفاعية من جهة أبيه، كما جمعته علاقة روحية قوية بسيدي أحمد البدوي، وتأثر كذلك بأفكار الشيخ أبي الحسن الشاذلي، حتى أسس الطريقة الدسوقية البرهامية التي انتشرت في مصر والسودان وعدد من الدول العربية.

 

وأشار مدير الدعوة إلى أن الدسوقي لم يكن مجرد متصوفٍ زاهد، بل كان عالِمًا عاملاً تولى منصب شيخ الإسلام في عهد السلطان الظاهر بيبرس البندقداري، وأنشأ زاويته الشهيرة التي أصبحت فيما بعد مسجده الكبير بمدينة دسوق، موضحًا أنه ترك مؤلفات قيّمة في الفقه والتصوف مثل الجوهرة المضيئة والحقائق والرسالة، وهي كتب تجمع بين علم الشريعة والسلوك الروحي الصحيح.

 

وأكد «سليم» أن سيدي إبراهيم الدسوقي كان صاحب موقف إصلاحي؛ إذ واجه الملك الأشرف خليل بن قلاوون عندما زادت الضرائب على الناس، ونصحه بالرفق بهم، مما يعكس شجاعته وحرصه على مصلحة الأمة، لافتًا إلى أنه تُوفي عام 696 هـ وهو ساجد، ودُفن بمدينة دسوق التي أصبحت مزارًا ومقصدًا للمحبين والمريدين من مختلف المحافظات.

 

واختتم مدير الدعوة حديثه مؤكدًا أن مولد سيدي إبراهيم الدسوقي يمثل ملتقى دينيًا وروحيًا يعكس سماحة الإسلام ووسطية الفكر الصوفي الأصيل، مشيرًا إلى أن هذه الذكرى السنوية تُجدد في القلوب معاني الصفاء والمحبة والإخلاص في العبادة والعمل.

تم نسخ الرابط