رحلة نهاية العمر مع عشماوي.. بقلم اللواء رأفت الشرقاوي

نجح ضباط مباحث مركز الحسينية بمديرية أمن الشرقية في كشف غموض العثور على جثة مسن مقتولًا حرقًا داخل مسكنه بقرية "7 بحر البقر".
بداية الواقعة:
تم اكتشاف الحادث في تمام الساعة الثانية صباح يوم 2 أكتوبر الجاري، بعد وصول رجال مرفق الإسعاف إلى موقع البلاغ بعزبة "5 عرجة" التابعة لقرية 7 بحر البقر، مركز الحسينية، وكذلك وصول ضباط البحث الجنائي.
وتبين العثور على جثمان "فرج م. ال."، 63 عامًا، وقد أُضرمت فيه النيران، مع وجود شبهة جنائية في الوفاة. كما تبيّن أن الحريق تم افتعاله عمدًا لتضليل رجال العدالة وإخفاء حقيقة مقتله.
تحرك النيابة:
انتقلت النيابة العامة إلى مسرح الحادث، وأجرت معاينة أولية، ثم أصدرت قرارًا بنقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى الأحرار التعليمي بمدينة الزقازيق لإجراء الصفة التشريحية، وبيان سبب الوفاة، وكشف ملابسات الجريمة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
تشكيل فريق بحث:
تم تشكيل فريق بحث جنائي برئاسة المقدم هشام عبد الحميد، رئيس مباحث الحسينية، وتحت إشراف العقيد أحمد متولي، رئيس فرع البحث الجنائي، واللواء محمد عادل، مدير المباحث الجنائية بالشرقية، وبمشاركة قطاع الأمن العام، لكشف ملابسات الحادث.
الشبهات تحيط بالزوجة:
تم فحص علاقات المجني عليه ومعرفة ما إذا كان له خلافات مع أحد، وبدأت الشكوك تدور حول الزوجة، خاصة بعد رصد شهود عيان لحالتها الانفعالية الغريبة وقت الحادث، إذ كانت تصرخ على بعد أمتار من المنزل، لكن علامات الريبة والتوتر بدت واضحة عليها.
كواليس الجريمة:
توصل رجال البحث الجنائي، بعد تحريات دقيقة، إلى أن الزوجة، وتدعى "رضا ع. ع."، 60 عامًا، ربة منزل، هي من ارتكبت الجريمة.
فقد استغلت نوم زوجها، وباغتته بضربة حجر على رأسه حتى سقط مغشيًا عليه، ثم أشعلت النيران في المنزل لإخفاء جريمتها.
وكان دافعها، حسب ما أقرّت، هو سوء معاملته لها، ورفضه الإنفاق على علاجها.
القبض على المتهمة:
تم القبض على الزوجة المتهمة، وحرر عن الواقعة المحضر رقم 4064 إداري مركز الحسينية، وأُحيلت إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات.
إجراءات النيابة:
قررت النيابة العامة حبس المتهمة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وتم تحرير "فيش وتشبيه" لها، وإرفاق صحيفة سوابقها بالتحقيقات.
خلفية قانونية: عقوبة القتل في القانون المصري
يفرق قانون العقوبات بين القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وبين القتل العمد بدون سبق الإصرار أو الترصد:
المادة 230: "كل من قتل نفسًا عمدًا مع سبق الإصرار أو الترصد يُعاقب بالإعدام".
المادة 233: "من قتل أحدًا عمدًا بجواهر يتسبب عنها الموت عاجلًا أو آجلًا يُعد قاتلًا بالسم، ويُعاقب بالإعدام".
المادة 234: "من قتل نفسًا عمدًا من غير سبق إصرار ولا ترصد يُعاقب بالسجن المؤبد أو المشدد"، لكن تُطبق عقوبة الإعدام إذا اقترنت الجريمة بجناية أخرى أو سبقتها أو تلتها.
المادة 235: المشاركون في جريمة القتل التي تستوجب الحكم بالإعدام على فاعلها، يُعاقبون بالإعدام أو بالسجن المؤبد أيضًا.
من الحب إلى الكراهية.. التحول القاتل
في كثير من الحالات، يحدث التحول من الحب الشديد إلى الكراهية الشديدة، كرد فعل على مواقف أو صدمات عاطفية، أبرزها:
الخيانة والإهمال: انتهاك الثقة والتقليل من الشريك يولدان مرارة واستياء.
الاختلاف في القيم والمعتقدات: عندما يكتشف أحد الطرفين أن الآخر لا يشاركه المبادئ الأساسية.
الإساءة: اللفظية أو العاطفية أو الجسدية، وما يصاحبها من خوف وغضب.
خيبة الأمل العاطفية: عندما تسقط صورة الشريك المثالية.
تجارب الطفولة والصدمات النفسية: لها أثر طويل الأمد على العلاقات.
ضعف تقدير الذات: يؤدي إلى تقلبات عاطفية وفشل في العلاقات.
آلية التحول:
تراكم الأحداث: تبدأ الكراهية نتيجة تراكم الإهانات والخذلان.
حدث صادم: أحيانًا تكفي خيانة واحدة لتقلب الموازين.
رد فعل نفسي: الكراهية أحيانًا آلية دفاعية للتعامل مع الألم.
استعادة السيطرة: البعض يستخدم الكراهية كوسيلة للسيطرة بعد شعور طويل بالضعف.
رسالة ردع وتحذير
نداء لكل من تسول له نفسه ارتكاب جريمة على أرض مصر — التي قال الله فيها: "ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين" — أن يتوقف ويفكر جيدًا.
فجهاز الشرطة المصري من أكفأ أجهزة الأمن في المنطقة، إن لم يكن في العالم.
يستند إلى:
التوكل على الله، الجهد المتواصل، التقنيات الحديثة، الخبرات الطويلة.
نسبة كشف الجرائم تتجاوز 98٪، فلا مهرب لمن يرتكب جريمة.
شكر وتقدير
تحية تقدير وامتنان إلى اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، ورجاله الأوفياء، الذين لا ينامون من أجل الحفاظ على أمن وأمان البلاد.
نشاهد يوميًا على الصفحة الرسمية للوزارة حجم الجهد المبذول لاستقرار كل شبر في الوطن.
دعاء خالص لمصر
اللهم احفظ مصر، شعبها، وقائدها، وجيشها، ورجال أمنها، وجنّبها الفتن والأحقاد والشائعات والحروب، اللهم إني استودعتك مصر وأهلها، أمنها وأمانها، ليلها ونهارها، أرضها وسماءها، فاحفظها يا من لا تضيع عندك الودائع.