اتفاق بين باكستان وأفغانستان على وقف فوري لإطلاق النار

أعلنت وزارة الخارجية القطرية، يوم الأحد، عن توصل باكستان وأفغانستان إلى اتفاق يقضي بوقف فوري لإطلاق النار، وذلك عقب جولة مفاوضات استضافتها العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة مشتركة من قطر وتركيا.
وأوضحت الوزارة، في بيانها أن الاتفاق يشمل إنشاء آليات مشتركة لترسيخ السلام والاستقرار الدائم بين البلدين، مشيرة إلى أنه تم الاتفاق على عقد اجتماعات متابعة خلال الأيام المقبلة لضمان استدامة وقف إطلاق النار ومراقبة تنفيذه بصورة موثوقة، ومستدامة تسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في البلدين والمنطقة عموماً.
وأعربت الخارجية القطرية، عن تطلع الدوحة لأن تسهم هذه الخطوة في إنهاء التوترات على الحدود بين البلدين، وأن تمثل منطلقاً لبناء سلام دائم في جنوب آسيا.
ومن جانبه، رحّب وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد آصف بالاتفاق، مؤكداً أن "الهجمات القادمة من الأراضي الأفغانية إلى باكستان ستتوقف فوراً"، لافتاً إلى أن الوفدين سيجتمعان مجدداً في إسطنبول في 25 أكتوبر المقبل.
وأضاف آصف، في تدوينة عبر منصة "إكس"، أن البلدين اتفقا على احترام سيادة كل منهما ووحدة أراضيهما.
وكانت باكستان وأفغانستان مدّدتا هدنة مدتها 48 ساعة خلال محادثات الدوحة، في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء أسوأ موجة من العنف بين الجارتين منذ سيطرة حركة طالبان على الحكم في كابول عام 2021.
وكانت اشتباكات عنيفة قد اندلعت بين البلدين على طول حدودهما المتنازع عليها، والتي تمتد لأكثر من 2600 كيلومتر، بعد أن اتهمت إسلام آباد كابول بالسماح لمسلحين بشن هجمات على الأراضي الباكستانية انطلاقاً من داخل أفغانستان.
ووفقاً لمسؤولين أفغان، شنت باكستان غارات جوية داخل الأراضي الأفغانية بعد ساعات من تمديد الهدنة، ما دفع الحكومة الأفغانية إلى التنديد بتلك الضربات، مع تأكيدها احتفاظها بحق الرد، لكنها وجهت مقاتليها بعدم التصعيد احتراماً لجهود فريقها التفاوضي.
وكان البلدان قد توصلا، الأربعاء الماضي، إلى هدنة مؤقتة أنهت أياماً من القتال العنيف الذي أسفر عن مقتل العشرات وإصابة المئات.
وفي تصريحات سابقة، قال رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف إن بلاده "اضطرت للرد بعد نفاد صبرها" على خلفية سلسلة من الهجمات المسلحة، مؤكداً في الوقت ذاته استعداد باكستان للحوار من أجل إنهاء النزاع.
من جانبها، نفت حركة طالبان الاتهامات الباكستانية، متهمة إسلام آباد بـ"نشر الأكاذيب وإيواء مسلحين مرتبطين بتنظيم داعش" بهدف زعزعة استقرار أفغانستان، وهو ما تنفيه باكستان بشدة.