«القوات الشعبية وأشباهها».. تحدي المليشيات يهدد مستقبل قطاع غزة

في أحدث خرق لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين حركة المقاومة الإسلامية حماس وإسرائيل، شنت مقاتلات إسرائيلية غارات ضد أهداف في مدينة رفح الفلسطينية ردًا على محاولة لاستهداف مقاتلين تابعين للمقاومة الفلسطينية لمليشيا الجيش الشعبي التي يقودها ياسر أبو شباب المتعاون مع الجيش الإسرائيلي، وهي المليشيا التي تنشط في شرق مدينة رفح الفلسطينية.
ووفقًا لما نشرته منصات إخبارية عبرية تابعة لمستوطنين إسرائيليين فإن الجيش الإسرائيلي يحاول حماية مليشيا ياسر أبو شباب التي تعهدت حركة حماس بالعمل على القضاء عليها بسبب تعاونها مع الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وحتى الآن هناك انقسام داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن مستقبل المليشيات الموجودة في قطاع غزة، فجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" رأى نقل هذه المليشيات إلى معسكرات مؤقتة في قطاع غزة تحت إشراف المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أما الجيش الإسرائيلي فرأى أن هناك خطورة لهذه الخطوة ورفضها، وهذا يعني أن هذه المليشيات يبقى مصيرها غير محسوم إلى الآن، مع الإقرار بوجود رغبة لدى بعض الجهات ومنها الولايات المتحدة الأمريكية في جهاز الأمن الداخلي الجديد، وهي خطوة يتوقع أن تلقى رفضًا من مصر كما يقول المراقبون.
وتستعرض السطور التالية، أبرز المليشيات الناشطة في قطاع غزة، والتي تعاونت بشكل وثيق مع الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على القطاع.
القوات الشعبية.. مليشيا ياسر أبو شباب
أبرز المليشيات في قطاع غزة هي «القوات الشعبية»، وهي مليشيا يقودها ياسر أبو شباب يقدر عدد مقاتليها بنحو 300: 400 عنصر، وتنشط في مناطق شرق ورفح وخان يونس، وتقدم هذه المليشيا نفسها كقوة أهلية تعمل على إنشاء مناطق غير خاضعة لسلطة حماس والإشراف على إدارتها، وهذه المليشيا شنت العديد من الهجمات ضد مقاتلي حركة حماس خلال الحرب الأخيرة وتعاونت في جمع المعلومات الاستخباراتية مع الجيش الإسرائيلي من أجل إنجاز أهدافه في الحرب واستعادة أسراه.
وأنشأ ياسر أبو شباب وهو سجين سابق وُلد عام 1990 وينتمي إلى قبيلة الترابين في رفح هذه المليشيات والتي بدأت عملها بالسلب والنهب والسطو على شاحنات الإغاثة، ووصفتها حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى بأنها أدوات للاحتلال الإسرائيلي، وتعهدت بالعمل على تصفيتها.
مليشيا حسام الأسطل
ثاني أبرز هذه المليشيات هي مليشيا حسام الأسطل، وهو ضابط سابق بالسلطة الفلسطينية ومتهم بالتخابر مع الاحتلال الإسرائيلي منذ تسعينيات القرن الماضي، وأدانته محكمة فلسطينية بالتعاون مع إسرائيل في عملية اغتيال أحد مهندسي كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، في عام 2018، بماليزيا.
ويبلغ حسام الأسطل من العمر نحو 50 عامًا وسبق أن اعتقلته أجهزة الأمن التابعة لحركة حماس أكثر من مرة، لكنه فر من السجن خلال الحرب الأخيرة وشكل مليشيا خاصة به عملت في البداية بالتنسيق مع مليشيا الجيش الشعبي بقيادة ياسر أبو شباب ثم انفصلت عنها وعملت بشكل مستقل، تتمركز هذه المليشيات في منطقة قيزان النجار بخان يونس الفلسطينية.
أشرف منسي.. ومليشيا الجيش الشعبي فرع الشمال
وعلى نفس المنوال، أسس أشرف محمود المنسي على تأسيس مليشيات في شمال قطاع غزة، وهذه المليشيا سمت نفسها الجيش الشعبي فرع الشمال، وهي مليشيا يقدر عدد أعضائها بالعشرات ومكونة بالأساس من أصحاب سوابق إجرامية ومدمني مخدرات.
وعملت هذه المليشيا على تقديم المعونة الاستخباراتية للجيش الإسرائيلي في حربه الأخيرة ومشاركته في عمليات جمع المعلومات من أجل استهداف فصائل المقاومة الفلسطينية واستعادة الأسرى الإسرائيليين.
وظهرت هذه المليشيا في مقطع مصور نشرته على وسائل التواصل الاجتماعي أعلنت فيه أنها ستستهدف أي مقاتل تابع للمقاومة الفلسطينية في نطاق تواجدها بشمال غزة، ونفت إلقاء قوى الأمن الداخلي التابع لحماس على أي منها.
رامي حلس.. الصراعات الفصائلية في ثوب جديد
وليس ببعيد عن مليشيا أشرف منسي، برزت في المشهد مليشيات أخرى مرتبطة بعائلات مقربة من حركة فتح منها مليشيا رامي حِلِّس، المنتمي لعائلة حلس، في حي الشجاعية بمدينة غزة، وهذه المليشيا اتهمتها المقاومة الفلسطينية بتلقي دعم مباشر من إسرائيل والتنسيق معها، خصوصًا في مناطق حي الشجاعية بشمال غزة.
ونشرت صحف إسرائيلية، منها صحيفة يديعوت أحرنوت، في وقت سابق تقارير أشارت فيها إلى أن رامي حلس يعمل برعاية إسرائيلية وله صلات عائلية بعدد من القيادات البارزة في حركة فتح، على حد زعم الصحيفة، وهو ما اعتبره بعض المراقبون نوع من استمرار الصراعات الفصائلية بين حماس وفتح في ثوب جديد.
اقرأ أيضا
خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار.. غارات للاحتلال الإسرائيلي على رفح