هجوم مسير يستهدف مطار الخرطوم الدولي قبيل إعادة تشغيله المخطط لها

تعرض مطار الخرطوم الدولي، فجر اليوم الثلاثاء، لهجوم بطائرات مسيّرة شنه "قوات الدعم السريع"، وفقاً لمصدر حكومي. ويأتي هذا الاستهداف قبل يوم واحد من الموعد المقرر لإعادة تشغيل المطار للرحلات الداخلية، بعد توقف دام 921 يوماً إثر تدميره الواسع مع اندلاع الحرب في السودان.
وأفادت السلطات برصد تحليق للمسيّرات في سماء جنوب الخرطوم فجراً، وكان مطار الخرطوم الدولي من بين المواقع المستهدفة.
وأكد مصدر رسمي أن الدفاعات الأرضية للجيش السوداني تصدت للهجوم. وأشار المصدر إلى أن الخسائر الناتجة عن القصف كانت "محدودة"، ويجري حصرها حالياً.
تجدر الإشارة إلى أن سلطة الطيران المدني كانت قد أصدرت نشرة بإعادة تشغيل المطار بدءاً من يوم غد الأربعاء. وكان الجيش السوداني قد أعلن في 27 مارس الماضي استعادة السيطرة على المطار ومقرات أمنية وعسكرية أخرى في العاصمة، للمرة الأولى منذ بدء الحرب في أبريل 2023.
تطورات عسكرية في مناطق أخرى:
الأبيّض: ذكر مصدر عسكري أن قوات الدعم السريع استهدفت أيضاً مدينة الأبيّض، شمال كردفان، بمسيرة استهدفت مواقع يقطنها مدنيون، متهماً الدعم السريع باستهداف المواطنين بالطائرات المسيرة بشكل متكرر.
كبكابية (شمال دارفور): في المقابل، أفاد مصدر عسكري سوداني بأن الجيش استهدف مواقع تابعة لقوات الدعم السريع بالمسيرات في مدينة كبكابية، غرب الفاشر. ونقلت مصادر محلية أن القصف أصاب مخازن للذخيرة ومبنى رئاسة الشرطة في المدينة.
يُذكر أن الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، المندلعة في 15 أبريل 2023، أدت إلى مقتل نحو 20 ألف شخص وتشريد 15 مليوناً بين نازح ولاجئ، وفقاً لتقارير أممية ومحلية. ولا تزال مدينة الفاشر، مركز العمليات الإنسانية في دارفور، تخضع لحصار تفرضه قوات الدعم السريع منذ 10 مايو 2024.
قوات الدعم السريع هي مجموعات عسكرية تشكلت من مليشيا الجنجويد واعترفت بها الدولة رسميا عام 2013، قائدها محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، وقد أوكلت إلى هذه القوات مهمات مختلفة تتعلق بالقضاء على حركات التمرد في دارفور غربي السودان، وحراسة الحدود، والقضاء على عمليات التهريب.
الخلاف مع الجيش
ظهرت بوادر الخلاف بين قوات الدعم السريع والجيش النظامي من خلال سعي قيادات كلا الطرفين إلى حشد دعم إقليمي ودولي، إلا أن الخلاف تجلى مع إصرار الجنرال البرهان على دمج قوات الدعم السريع مع الجيش النظامي وتوحيد القيادة العسكرية.
نتيجة للخلاف الذي بدأ في أبريل 2023 حول دمج قوات الدعم السريع، تطور الأمر إلى مواجهات عسكرية بين الطرفين بدأت بتعزيزات عسكرية لقوات حميدتي في محيط مطار مدينة مروي شمالي السودان، بالإضافة إلى استنفار لها في جميع المناطق، وقد حاولت القوات النظامية تعزيز وجودها في منطقة مطار مروي فاشتعلت المواجهة بين الطرفين.
وامتدت المواجهات إلى بعض المدن السودانية، بيد أنها تركزت في العاصمة الخرطوم، وأدت إلى سقوط عشرات المدنيين، وتدمير الممتلكات نتيجة القتال والقصف، وتشريد الآلاف.