بوتين ينتقد العقوبات الأمريكية ويحذر من تصعيد خطير ضد الأراضي الروسية
انتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السياسات الأمريكية تجاه موسكو، معتبرًا أن العقوبات المفروضة عليها تمثل عملًا غير ودي لا يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين، مضيفًا أن هذه الإجراءات تُظهر عجز واشنطن عن التعامل بندّية وتفاهم استراتيجي مع روسيا، بحسب قوله.
وقال بوتين، في تصريحات له قبل قليل، إن بلاده ما زالت قادرة على التعاون مع الولايات المتحدة في العديد من المجالات،لكن ذلك مشروط بانتقال واشنطن من سياسة الضغط والعقوباتت إلى حوار جاد على المدى البعيد، مشيرًا إلى أن روسيا لا تسعى إلى القطيعة مع واشنطن بل إلى علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المتوازنة.
وفي لهجة تحذيرية، حذّر بوتين من أن استهداف عمق الأراضي الروسية بصواريخ بعيدة المدى، معتبرًا أن هذه الخطوة في حال تمت، ستعد تصعيدًا خطيرًا وستواجه برد قاسٍ وصادم جدًا، مؤكدًا أن موسكو لن تتردد في استخدام "كل الوسائل المتاحة" لحماية أمنها القومي.
تأتي تصريحات بوتين وسط تصاعد التوتر بين موسكو وواشنطن على خلفية استمرار الحرب الروسية الأوكرانية التي تدخل عامها الرابع وسط وجود مؤشرات على عدم حدوث تقدم في المفاوضات بين موسكو وواشنطن حتى الآن
وتتزامن التصريحات مع حزمة جديدة من العقوبات الأمريكية استهدفت قطاعات الطاقة والتكنولوجيا الروسية، إضافة إلى تجميد أصول شركات وشخصيات مقربة من الكرملين، وهو ما اعتبرها الرئيس الروسي محاولة لخنق الاقتصاد الروسي وأداة فاشلة للابتزاز السياسي، على حد تعبيره، مؤكدًا أن بلاده نجحت في تكييف اقتصادها الوطني مع القيود الغربية عبر تعزيز الشراكات مع الصين والهند ودول الجنوب العالمي.
وحتى الآن لم يحدث أي تقدم في المفاوضات غير المباشرة التي تجري بين روسيا والولايات والهادفة لفتح قنوات تفاوضية حول تسوية النزاع، وترفض موسكو أي مبادرة لا تعترف بسيادتها على المناطق التي ضمتها في الشرق الأوكراني بجانب الانسحاب من مناطق في إقليم دونباس الأوكراني.
وشدد بوتين، في تصريحاته الأخيرة، على أن العالم لا يحتاج إلى مزيد من المواجهة، بل إلى نظام دولي متوازن، مضيفًا أن الولايات المتحدة تستطيع اختيار طريق التعاون لا العداء، إذا كانت جادة في الحفاظ على الاستقرار العالمي.