متخصصة في شئون الشرق الأوسط: "الخط الأصفر" يهدد الوحدة الفلسطينة ويعيد رسم مستقبل غزة (خاص)
قالت أميرة جاد الله، المتخصصة في شئون مصر والشرق الأوسط، إن هناك خطة أمريكية-إسرائيلية جريئة تهدف إلى إعادة رسم خريطة القطاع ومستقبله، وذلك بعد عامين من الدمار الذي طال البنية التحتية والحياة اليومية في غزة.
وأضافت جاد الله، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن هذه الخطة التي كشفت عنها تقارير في "وول ستريت جورنال"، لا تقترح مجرد إعادة إعمار، بل نقلة جيوسياسية كاملة عبر تقسيم غزة إلى كيانين متمايزين؛ شرق تحت السيطرة وغرب تحت الحصار المشدد، موضحةً أن التفاصيل الدقيقة للخطة عبارة عن "خط أصفر" يفصل بين واقعين.
وأوضحت أن الخطة تقوم على إنشاء ما يمكن وصفه بـ"خط أصفر" افتراضي يقسم القطاع إلى جزأين؛ فالجزء الشرقي، وما يُعرف بـ"منطقة النموذج"، سيخضع لرقابة أمنية إسرائيلية مباشرة، مدعومة بقوات دولية وصفها مستشار ترامب "جاريد كوشنر" بأنها "مريحة لإسرائيل". وهنا ستتركز عمليات إعادة الإعمار المكثفة، بما في ذلك مشاريع سكنية وإدارية ومشروع تجريبي في رفح، وصولاً إلى الرؤية الطموحة للرئيس ترامب بتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" مع مجمعات سياحية وتجارية ضخمة.
وأشارت المتخصصة في شئون الشرق الأوسط إلى أن الجزء الثاني من الخطة، وهو الجزء الغربي، وما يُعرف بـ"منطقة العزلة"، تترك هذه المنطقة لسيطرة حركة حماس الإدارية، لكنها ستحظى فقط بمساعدات إنسانية أساسية تمنع حدوث كارثة إنسانية، دون أي إعادة إعمار حقيقية، منوهةً إلى أن الهدف المعلن هو تشجيع السكان على الانتقال طوعًا إلى الشرق الباحث عن فرص العيش الكريم، دون اللجوء إلى نزوح قسري مباشر.
الرؤية الأمريكية خطوة نحو الازدهار وضربة استباقية
وتابعت أنه في خطة السلام والازدهار في غزة، التي أُعلنت في سبتمبر 2025، وتم التوقيع عليها في أكتوبر بشرم الشيخ المصرية، صوّر ترامب توقيع اتفاق السلام كيوم عظيم في تاريخ الحضارة، لكنه يواجه تحديات جذرية، معقبةً بأن وزير الخارجية ماركو روبيو صرّح من تل أبيب بأن حماس لا يمكن أن تكون جزءًا من مستقبل غزة، كما تم اقتراح استبعاد وكالة الأونروا، معتبرًا إياها فرعًا لحماس.
الصوت العربي رفض قاطع وتحذيرات من سيناريو تاريخي مُكرر
وأضافت أميرة جاد الله أن الخطة لم تلقَ أي ترحيب في العواصم العربية، بل قابلها رفض حاسم يعبر عن مخاوف عميقة الجذور، وخاصة أن نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، خلال زيارته لتل أبيب، افتتح مركز تنسيق لإعادة الإعمار في المناطق التي تسيطر عليها إسرائيل، وشدد على أن الضفة الغربية لن يتم ضمها، لكن غزة ستُقسَّم لعزل حماس.
ونوّهت بأن مصر عبّرت عن قلقها البالغ من تعميق الانقسام، ليس داخل غزة فحسب، بل بين غزة والضفة الغربية، مما قد يفكك أي أمل بدولة فلسطينية متصلة، مشيرةً إلى أن هناك بيانًا مشتركًا بين السعودية والإمارات والأردن وقطر وتركيا برفض أي تقسيم يرسخ الوجود الإسرائيلي، مطالبين بتسليم الإدارة كليًا لفلسطينيين دون تدخل أجنبي.

