بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

في الليلة الختامية.. مولد السيد إبراهيم الدسوقي بين الحقيقة والتريند

احتفالات مولد إبراهيم
احتفالات مولد إبراهيم الدسوقي

مع انطلاق الليلة الختامية لمولد السيد إبراهيم الدسوقي، اليوم، بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ،  تتوافد آلاف الزائرين من مختلف المحافظات لإحياء الذكرى، وسط أجواء احتفالية امتدت على مدار أسبوع كامل منذ الجمعة 23 أكتوبر، وكانت ليلة أمس الأربعاء شهدت احتفال مشيخة الطرق الصوفية في مصر داخل ميدان المسجد الإبراهيمي بحضور رسمي شهد حضور عدد من القيادات السياسية والدينية.

 

لكن خلف هذه الأجواء، يتجدد الجدل المعتاد على مواقع التواصل الاجتماعي كل عام مع ذكرى الاحتفال بمولده ، بين من يرى في المولد تعبيرًا عن محبة الأولياء وإحياءً للتراث الصوفي، وبين من ينتقد بعض المظاهر المصاحبة له باعتبارها خروجًا عن مقاصد الدين، وتعديًا على الاعتقاد الصحيح.


من هو السيد إبراهيم الدسوفي 
هو إبراهيم بن عبد العزيز أبو المجد القرشي، أحد أقطاب الصوفية في مصر وآخر الأربعة الأقطاب لها، سمي الدسوقي نسبة لمولده بمدينة دسوق سنة 1255 ميلاديًا 653 هجريًا، كما ينتهي نسبه لأبيه لعلي بن أبي طالب ابن عم رسول الله، وأحد الخلفاء ال5 الراشدين، كما يعد الدسوقي أحد أبرز المتأثرين بأفكار أبو الحسن الشاذلي في وقته، رفقة السيد أحمد البدوي في طنطا.


يقول الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري، والمتخصص في علم المصريات، إن سبب الاحتفال بمولد العارف بالله إبراهيم الدسوقي يرجع إلى مكانته، حيث أنه يمثل أحد أعلام الصوفية في مصر والعالم الإسلامي، ومؤسس الطريقة الدسوقية، التي تعد من الطرق الصوفية الكبرى، كما أنه كان يعرف بتقواه وورعه وزهده، واشتهر بين الناس بالعلم والكرامات، حتى لُقّب بـ"قطب الأقطاب"، ويجد مريديه من الطرق الصوفية، أن في إحياء مولده وفاءً لسيرته وتأكيدًا على استمرار رسالته الروحية في نشر التسامح والمحبة.

اليوم الخميس تختتم فعاليات الاحتفال بمولد الدسوقي


وأكد الخبير الآثري أنه سوف يتم اختتام فعاليات مولد سيدي إبراهيم الدسوقي مساء اليوم الخميس، وسط أجواء مهيبة تجمع بين روحانية الذكر وحفاوة الاستقبال الشعبي التي تميز مدينة دسوق في كل عام، لتؤكد مجدداً مكانة هذا المولد كأحد أكبر وأعرق الاحتفالات الدينية في مصر والعالم العربي.

 

من جانبه، أوضح الدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر، أن مولد السيد إبراهيم الدسوقي، يعد من أهم الموالد والاحتفالات التي توليها المشيخة اهتمامًا خاصًا، نظرًا لمكانته بين المسلمين في مصر والعالم الإسلامي، ولما كان يتمتع به من زهد وعلم وورع، جعل الناس يأتون إليه أفواجًا طلبًا للعلم وابتغاءً لكراماته، مؤكدًا أن الاحتفال بمولده شعيرة أساسية وتاريخية تعبر عن عبق التاريخ الإسلامي في مصر.

 

شيخ الطرق الصوفية: الاحتفال بالموالد مشروع ومحبب ويستند إلى فتاوى رسمية

 

وعقّب القصبي على ما يتردد بشأن وجود بعض المخالفات خلال الاحتفال، مؤكدًا أن المولد احتفال مشروع ومحبب، وهو موروث أصيل من تراث الأمة الإسلامية، وذلك استنادًا إلى فتاوى سابقة صادرة عن هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية.

 

القصبي: الجدل المثار حول الاحتفال بالموالد مفتعل والغرض منه تهديد تماسك المجتمع

وأضاف شيخ الطرق الصوفية، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن الجدل المثار حول الاحتفال بمولد السيد إبراهيم الدسوقي، وقبله مولد السيد البدوي، هو جدل مفتعل وهذه التهامات لا أصل لها في الدين، والغرض منها تأجيج الخلاف والفرقة داخل المجتمع وتهديد تماسكه، موضحًا أن المجتمع المصري بطبيعته وفطرته يحب آل البيت جميعًا، وكثير من العائلات المصرية تنتسب إليهم.


وأكد القصبي أن الأخطاء الفردية التي تستغل لتشويه صورة الاحتفال بالأولياء والصالحين وآل البيت هي تصرفات استثنائية لا تمثل جوهر المولد، قائلًا إن الملايين من الزائرين والمريدين يشاركون في هذه الفعاليات سنويًا، ومن الطبيعي أن أي تجمع بشري بهذا الحجم لن يخلو من التجاوزات.


المولد والتريند
وأشار شيخ الصوفية، إلى أن احتفال المشيخة الذي أُقامته أمس بدأ بتلاوة آيات ن القرآن الكريم، ثم حديث عن سيرة النبي وآل بيته الأطهار، واختتم الحفل بعدد من الابتهالات والإنشاد الديني، مؤكدًا أن هذا هو جوهر الاحتفال الحقيقي، مضيفًا أن ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي ما هي إلا محاولات لصنع "تريند" بغرض تحقيق مشاهدات وأرباح مالية، بعيدًا عن الواقع الفعلي ومكانة المولد الدينية والروحية عند المسلمين.

تم نسخ الرابط