ترامب يشعل معركة تعطيل القوانين في مجلس الشيوخ.. ويقسم الحزب الجمهوري نصفين
عاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقوة إلى المشهد السياسي، مطلقًا حملة ضغط غير مسبوقة تستهدف إنهاء ما يُعرف بـ"معركة تعطيل القوانين" داخل مجلس الشيوخ الأمريكي.
هذه الخطوة، التي يعتبرها ترامب مفتاح السيطرة التشريعية، أشعلت صراعًا داخليًا محتدمًا داخل الحزب الجمهوري، وفتحت بابًا جديدًا لاختبار نفوذ الرجل داخل أروقة الكونجرس.
ضغوط ترامب لإنهاء "تعطيل القوانين"
وبدأت الدائرة المقربة من ترامب تسرب إشارات متزايدة حول ضرورة تعديل قواعد مجلس الشيوخ التي تتطلب أغلبية عظمى لتمرير القوانين.
وفي اجتماع مغلق مع عدد من أعضاء الحزب الجمهوري، قال ترامب صراحة:“لقد حان الوقت لإنهاء سياسة تعطيل القوانين التي تشل قدرتنا على الحكم.”
ويرى ترامب أن هذه الآلية تخدم خصومه الديمقراطيين وتعرقل تنفيذ الأجندة الجمهورية، داعيًا إلى اعتماد الأغلبية البسيطة لتمرير القرارات الكبرى.
انقسام جمهوري غير مسبوق
أدت دعوة ترامب إلى انقسام حاد داخل الحزب الجمهوري، فقد أعلن السيناتور جون كورنين تأييده لفكرة التغيير، ودعا رون جونسون إلى التحرك السريع لإنهاء الجمود التشريعي.
كما دعم “تومي توبرفيل” موقف ترامب قائلاً: “لا يمكن أن نظل أسرى لقواعد قديمة تخدم المعارضة فقط.”
في المقابل، حذر عدد من القادة الجمهوريين من العواقب، فقد قال “جون ثون” : إن الأصوات اللازمة لإلغاء النظام الحالي غير متوفرة، فيما اعتبر مايك راوندز أن التغيير قد يرتد ضد الحزب عندما يفقد الأغلبية في المستقبل.
لماذا يصر ترامب على كسر القيد التشريعي؟
ويعود أصل الخلاف إلى فترة إدارة ترامب الأولى، عندما واجه تعطيلاً متكرراً لتمرير تشريعات رئيسية، بسبب استخدام الديمقراطيين لآلية التعطيل داخل مجلس الشيوخ.
ومنذ ذلك الحين، يرى ترامب أن الوقت حان للرد بالمثل وضمان أن تكون الأغلبية الجمهورية الحالية قادرة على تسريع وتيرة القوانين دون قيود.
اختبار حقيقي لنفوذ ترامب ومستقبل التشريع
تمثل هذه الحملة اختبارًا حاسمًا لمدى نفوذ ترامب داخل الحزب الجمهوري قبل الانتخابات المقبلة.
ويرى مراقبون أن استمرار الصراع حول "تعطيل القوانين" قد يؤدي إلى إضعاف وحدة الحزب، وربما يهدد خططه لاستعادة الأغلبية الكاملة في الكونجرس.
مستقبل المعركة السياسية
رغم أن ترامب لا يمتلك حاليًا الأصوات الكافية لفرض التغيير، إلا أن حملته هذه أعادت رسم ملامح الجدل التشريعي في واشنطن.
وبينما يحاول الجمهوريون توحيد صفوفهم، تبقى معركة "تعطيل القوانين" أحد أكثر الملفات سخونة في المشهد السياسي الأمريكي.