المتحف المصري الكبير يشهد إقبالا غير مسبوق.. و50 ألف زائر في اليوم الواحد
يشهد المتحف المصري الكبير، إقبالا كبيرا من الزوار منذ الصباح الباكر، حيث بدأت الأبواب تستقبل العشرات من محبي الآثار والتاريخ بمجرد الافتتاح اليوم السبت، وذلك بعد أن حقق المتحف نجاحا كبيرا يوم أمس.
وشهد المتحف المصري الكبير يوما استثنائيا أمس، حيث حقق إقبالا جماهيريا غير مسبوق، وصف بأنه "ولادة جديدة لروح مصر القديمة"، بعدما استقبل أكثر من 50 ألف زائر في يوم واحد.
وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، إن المصريون يعيدون بناء قواعد مجد حضارتهم من جديد بجهودهم الذاتية، مؤكدين بذلك أنهم أهل لهذا التراث الحضاري العريق، وأنهم ملتزمون بحمايته وإبرازه بأفضل شكل ممكن.
وأشار ريحان إلى أن الزخم الجماهيري بدأ مع احتفالات الرابع من نوفمبر، الذي يوافق ذكرى اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، إلى جانب "عيد الحب المصري"، مما أدى إلى زيادة تدريجية في أعداد الزوار حتى وصلت إلى 50 ألف شخص، بينهم حوالي 30 ألف مصري توافدوا خلال الإجازات الرسمية.
وأشار إلى أن هذا الإقبال الكبير تسبب في ضغط تنظيمي على كل من إدارة المتحف ومنطقة الأهرامات المجاورة، حيث انتقل العديد من الزوار الذين لم يتمكنوا من دخول المتحف مباشرة إلى منطقة الهرم، مما أدى إلى كثافة غير متوقعة هناك أيضا.
وأضاف أن إدارة المتحف تعاملت مع الموقف باحترافية، حيث قسمت الزوار إلى مسارات زمنية محددة لضمان زيارة منظمة خالية من التكدس، مع توفير مرشدين متخصصين لشرح تفاصيل العرض المعماري والقطع الأثرية.
ونظرا لتجاوز السعة الاستيعابية للمتحف — والمقدرة بنحو 20 ألف زائر — قررت الإدارة قصر بيع التذاكر خلال عطلات نهاية الأسبوع (الجمعة والسبت) والأيام الرسمية على الموقع الإلكتروني فقط، مع وقف البيع من شبابيك التذاكر داخل المتحف، لضمان تجربة أكثر راحة وتنظيما للزوار.
وأكد ريحان، أن المشهد يعكس تجدد حالة الحب والانتماء لدى المصريين تجاه حضارتهم، مشيرا إلى أن هذه الزيارات تكشف عن ضرورة وضع السياحة الداخلية في صدارة خطط الترويج والتسويق السياحي، جنبا إلى جنب مع السياحة الخارجية المستهدفة.
وقال: نحن أمام مرحلة جديدة من الوعي الثقافي، حيث يعيش المصري الآن حالة اعتزاز وفخر بجذوره، بعد ما شاهده في المتحف المصري الكبير، الذي أبرز الهوية المصرية منذ عصور ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث والمعاصر.
واختتم عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، حديثه بالتأكيد على أن افتتاح المتحف الكبير لا يمثل فقط حدثا أثريا عالميا، بل إعادة ترسيخ للهوية المصرية، ورسالة واضحة بأن المصريين متمسكون بماضيهم، ويصنعون حاضرهم بثقة في مستقبلهم.