الكنيسة المارونية تطلق "الهوية جسر حضاري "احتفاء بالتاريخ العميق بين مصر ولبنان
أصدرت اليوم، الإيبارشيّة المارونية بمصر، بيانًا صحفيًا استثنائيًا، تحت شعار "الهوية جسر حضاري"، احتفاءً بالتاريخ العميق، والمساهمات التأسيسية للموارنة في النسيج المصري.
وأكد البيان أن الوجود الماروني يمثل أكثر من 400 عام من التعايش، والشراكة الفعالة في ميادين الثقافة، والاقتصاد، والإعلام، امتدادًا لرسالة لبنان كـ "وطن رسالة".
وأكد المطران شيحان مطران الإيبارشيّة المارونية أن مصر أرض اللقاء والحوار، مشيرا نيافته الي مصر والسودان، والزائر الرسولي لشمال إفريقيا، أن التواجد الماروني لم يكن مجرد وجود ديني، بل كان قوة دافعة للنهضة المصرية الحديثة.
واضاف الموارنة هم تراجمة البشرية، وخط الوصل الحضاري بين الشرق، والغرب. في مصر، لم نجد وطنًا ثانيًا، بل وجدنا جذورنا. إن رسالتنا اليوم، كما كانت بالأمس، هي تعزيز الوحدة الوطنية، والعلاقات الأخوية مع الكنائس الشقيقة، والأزهر الشريف، لأن مصر ستبقى أرض اللقاء والحوار.
وأشار المطران شيحان إلى أن تاريخ الإيبارشيّة، منذ النيابة البطريركية في 1906، وحتى تحولها إلى إيبارشية بمرسوم بابوي في 1946، هو قصة إيمان، وعمل، وتعايش متجذر.
وسلط البيان الضوء على الأبعاد الثلاثة الرئيسية لهذه الشراكة:
1- البُعد الثقافي والإعلامي:
لعب الموارنة دورًا رياديًا في تأسيس الصحافة المصرية الحديثة، حيث أسس اللبنانيون، والموارنة أكثر من 77 جريدة ومجلة.
أبرز الأمثلة: جريدة الأهرام (الأخوان بشارة وسليم تقلا)، ومجلة المقتطف (يعقوب صرّوف)، مما جعل الهجرة المارونية جزءاً أصيلاً من النهضة العربية.
2- البُعد الاقتصادي والتجاري:
لعب الموارنة دورًا محوريًا في نهضة عهد محمد علي وخلفائه.وتفوّقوا في قطاعات البنوك، والمصارف، وتأسيس البيوت التجارية الكبرى مثل: محلات سليم، وسمعان صيدناوي، مساهمين في تحديث الصناعة، والزراعة.
3- البُعد المؤسسي والاجتماعي:
تدير الكنيسة، وتدعم مؤسسات تربوية، واجتماعية هامة، مثل: مدرسة القديس يوسف بالظاهر، وجمعية المساعي الخيرية المارونية (تأسست 1880).
النهضة الرعوية الحديثة:
أكد البيان أن النهضة الرعوية التي يقودها سيادة المطران شيحان حالياً تشمل: ترميم الكاتدرائية، وتحديث المقر الأسقفي، وإحياء البنى الرعوية في رعايا القاهرة، والإسكندرية، والإسماعيلية، وصولاً إلى الاهتمام بمناطق التجمعات السكنية الجديدة.
التأكيد على أن التربية، وخدمة المحبة هما العمود الفقري لرسالة الكنيسة اليوم، بالإضافة إلى تم إطلاق المركز الماروني للثقافة والإعلام، ليكون منبرًا للحوار والتنوير، كما تم تأسيس المركز الثقافي اللبناني الماروني، ليدعم التواصل الثقافي بين البلدين الشقيقين.