عباس شراقي: إثيوبيا تضلل العالم بشأن تشغيل توربينات سد النهضة
أعلن الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، منذ قليل، عن بدء التشغيل التجريبي لعدد من توربينات سد النهضة الإثيوبي، بعد مرور شهرين على افتتاح السد رسميًا في 9 سبتمبر 2025.
وأوضح شراقي أن صور الأقمار الصناعية بتاريخ اليوم الأحد، الموافق 9 نوفمبر الجاري، أظهرت تشغيل التوربينات العلوية من الجانبين الأيمن والأيسر للسد، بينما لا يزال المفيض مغلقًا بالكامل حتى الآن.
ويأتي ذلك في إطار الاختبارات الفنية لتوليد الكهرباء عقب اكتمال المرحلة الأخيرة من الملء، وسط استمرار الجدل الإقليمي حول تأثير السد على حصص مياه مصر والسودان.
توربينات سد النهضة تواجه تعثرًا منذ تشغيلها الأول
كشف الدكتور عباس شراقي أن توربينات سد النهضة الإثيوبي تعاني من تعثر مزمن منذ بدء تركيب أول وحدة في فبراير 2022.
وأضاف عبر منشور على فيسبوك أن إثيوبيا أعلنت مرارًا تشغيل التوربينات بكفاءة، إلا أن صور الأقمار الصناعية الأخيرة أثبتت توقفها عن العمل فعليًا.
وأوضح أن أول توربينين تم تركيبهما في 2022، تلاهما توربينان آخران في أغسطس 2024، إلا أن جميعها لم تعمل بكفاءة طوال العام الماضي، مشيرًا إلى أن ثبات منسوب بحيرة السد دون انخفاض دليل على غياب إنتاج الكهرباء الحقيقي.
فيضانات السودان نتيجة تصريف كميات ضخمة من المياه
وأشار شراقي إلى أنه مع بدء موسم الأمطار لعام 2025، امتلأت بحيرة سد النهضة بشكل شبه كامل، ما اضطر إثيوبيا إلى فتح أربع بوابات من المفيض العلوي لتصريف كميات تتراوح بين 500 إلى 750 مليون متر مكعب من المياه يوميًا.
وأدى هذا التصريف، وفقًا للخبير المصري، إلى حدوث فيضانات في السودان، خاصة بعدما فاضت البحيرة من أعلى الممر الأوسط في 9 سبتمبر 2025، وهو اليوم الذي شهد إعلان إثيوبيا تركيب 13 توربينًا إضافيًا.
الأقمار الصناعية توثّق توقف التوربينات الإثيوبية
أظهرت صور الأقمار الصناعية في أكتوبر 2025 هدوءًا تامًا في المياه خلف السد، ما يؤكد توقف التوربينات عن العمل، مقارنة بصور فبراير 2025 التي أظهرت دوامات واضحة نتيجة التشغيل.
كما رصدت الصور انخفاض عدد بوابات التصريف المفتوحة من أربع إلى بوابة واحدة، مع تراجع معدل الأمطار إلى 150–200 مليون متر مكعب يوميًا في الوقت الحالي.
تأثير توقف التوربينات على حصة مصر المائية
أكد الدكتور عباس شراقي أن توقف أو تشغيل توربينات سد النهضة لا يؤثر على حصة مصر المائية، موضحًا أن المياه تصل في جميع الحالات، سواء عبر التوربينات المنتجة للكهرباء أو بوابات المفيض، وهو ما استمر منذ افتتاح السد وحتى الآن.