بعد قرار المحكمة العليا بتجميد برنامج سناب .. 42 مليون أمريكي مهددون بالجوع
في لحظة حبست أنفاس ملايين الأمريكيين، أصدرت المحكمة العليا الأمريكية قرارًا، مفاجئًا، مساء أمس، الثلاثاء، بتمديد تجميد مدفوعات برنامج المساعدة الغذائية التكميلية (سناب)، وهو القرار الذي أعاد إشعال واحدة من أكثر الأزمات الإنسانية والسياسية سخونة في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.
بينما ينتظر نحو 42 مليون أمريكي تحويلاتهم الغذائية المعتادة، وجدوا أنفسهم، فجأة، أمام مصير غامض، وسط إغلاق حكومي غير مسبوق، وشلل سياسي، يضرب واشنطن، من أقصاها إلى أقصاها.
قبل القرار بساعات: سباق سياسي على حافة الانهيار
قبل صدور القرار بدقائق، كانت أروقة مجلس النواب الأمريكي تغلي بالنقاشات، النواب يستعدون للتصويت على مشروع قانون لإعادة فتح الحكومة، بينما تحاول إدارة ترامب التمسك بقراراتها، التي جمدت الدعم الغذائي، لملايين الأسر، ذات الدخل المحدود.
جاء قرار المحكمة كضربة مفاجئة، لكونه يمدّد التجميد حتى الساعة 11:59 من مساء الخميس القادم، ليزيد المشهد السياسي اشتعالًا، وليفتح الباب أمام موجة جديدة من الجدل، داخل الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
القاضية كيتانجي براون جاكسون ترفض ضغوط الإدارة
في تطور لافت، رفضت القاضية “كيتانجي براون جاكسون” طلب إدارة ترامب، بتمديد الوقف الإداري، الذي كان سيمنح الحكومة صلاحية مواصلة حجب المزايا الغذائية.
لكن وزارة الزراعة الأمريكية، التي كانت قد أمرت الولايات بالتراجع عن صرف المساعدات الكاملة، وجدت نفسها في مأزق قانوني، بعد تدخل القضاء الفيدرالي الذي أوقف التنفيذ مؤقتًا.
وفي نفس السياق، كانت بعض الولايات بدأت بالفعل في صرف المزايا لمواطنيها، فيما جمّدت ولايات أخرى الصرف، في انتظار كلمة الحسم، من المحكمة العليا.
كيف بدأت أزمة برنامج سناب؟
قبل أسابيع من هذا القرار، وتحديدًا في أكتوبر الماضي، قررت إدارة ترامب بشكل مفاجئ حجب التمويل المخصص لبرنامج سناب، ضمن استراتيجيتها السياسية للضغط أثناء الإغلاق الحكومي.
أشعلت الخطوة غضب المنظمات الحقوقية، التي سارعت لرفع دعاوى قضائية، لحماية الأمن الغذائي للملايين، ووصفت القرار بأنه “ابتزاز سياسي على حساب الجياع”.
منذ ذلك الحين، تحوّل برنامج سناب من مجرد مبادرة دعم غذائي، إلى رمز للأزمة السياسية والاجتماعية، التي تضرب الولايات المتحدة.
انقسام حاد داخل الحزبين
كشفت الأزمة عن شرخ عميق في المواقف السياسية داخل الحزبين الرئيسيين:
- الديمقراطيون: يرون أن تجميد مدفوعات سناب انتهاك إنساني خطير يهدد الأسر الأضعف.
- الجمهوريون: منقسمون بين مؤيد لسياسة ترامب كوسيلة ضغط، ومعارض، يخشى أن تتحول الأزمة إلى كارثة اجتماعية تهدد الاستقرار الداخلي.
هذا الانقسام جعل التوصل إلى حل في الكونجرس أكثر صعوبة، خاصة مع تصاعد الغضب الشعبي والضغوط الإعلامية.
التوتر بين القضاء والسلطة التنفيذية
تحولت أزمة سناب إلى معركة قانونية مفتوحة بين القضاء والإدارة، فبينما تصر الحكومة على صلاحيتها في إدارة الموارد أثناء الإغلاق، يرى القضاة أن قراراتها تتجاوز الحدود الدستورية، وتمس بحقوق المواطنين الأساسية في الغذاء والمعيشة.
تداعيات إنسانية واقتصادية
خبراء الاقتصاد يحذرون من أن استمرار تجميد مدفوعات سناب قد يؤدي إلى ارتفاع معدلات الجوع والفقر في عدد من الولايات الأمريكية.
ويؤكدون أن أي تأخير إضافي في صرف المساعدات سيضع البلاد على حافة أزمة غذاء وطنية تهدد الملايين.