خلافات صغيرة تنتهي بمأساة كبرى .. كفر السنابسة بالمنوفية تودع سامية ضحية الغضب الزوجي
لم تكن قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية تتوقع أن تستيقظ على واحدة من أكثر الحوادث ألمًا في تاريخها القريب، شمس الصباح أشرقت كعادتها، لكن بيوت القرية غُمرَت بسحابة من الحزن والذهول، بعدما لفظت السيدة " سامية. س" أنفاسها الأخيرة على يد زوجها، إثر مشادة تحولت في لحظات إلى جريمة خنق مأساوية أنهت حياتها إلى الأبد.
تقول إحدى جاراتها " كانت سامية ست طيبة وهادية، عمرنا ما سمعنا منها كلمة وحشة.. كانت دايمًا بتستحمل علشان بيتها وولادها، بس شكلها خلاص كانت وصلت لنقطة النهاية، لافته إلى أن الجيران الذين اعتادوا على صوت ضحكاتها وهي تتبادل الأحاديث الودية معهم، لم يصدقوا أن البيت الذي كان يفيض دفئًا صار اليوم شاهدًا على جريمة هزّت أركان القرية.
تلقى اللواء علاء الجاحر مدير أمن المنوفية، إخطارًا من مأمور مركز شرطة منوف يفيد بتلقي بلاغ من أهالي القرية بمصرع " سامية. س" على يد زوجها داخل منزل الزوجية، على الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الحادث، وتبين وجود آثار خنق حول رقبتها، لتبدأ رحلة الحزن الطويلة بنقل الجثمان إلى مستشفى منوف العام، ومنها إلى مستشفى شبين الكوم التعليمي، تمهيدًا للتشريح ومعرفة الأسباب الدقيقة للوفاة.
تقول إحدى قريبات الضحية : كانت بتشتكي من الخلافات مع جوزها، بس عمرنا ما كنا متخيلين إنها ممكن تنتهي بكده.. كانت بتحلم تعيش في أمان، ورغم أن الخلافات الزوجية أمر معتاد في كثير من البيوت، فإن مأساة "سامية" تحولت إلى جرس إنذار صاخب داخل المجتمع الريفي، حيث الصبر والسكوت على الألم أصبحا أحيانًا طريقًا إلى النهاية.
وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها حاليًا لضبط الزوج المتهم الذي فرّ عقب ارتكاب الجريمة، تمهيدًا للتحقيق معه في ملابسات الواقعة، والقرية تودّع اليوم "سامية" بالدموع، فيما تتردد على الألسنة جملة واحدة : "كانت تستحق حياة أفضل، في عيون أطفالها الصغار أسئلة لا إجابة لها، وفي قلوب جيرانها غصة لن تزول بسهولة، فالحادثة لم تقتل جسدًا فقط، بل هزّت روح قرية بأكملها كانت تظن أن الشر بعيد عنها، قبل أن يتسلل إليها من داخل أحد بيوتها.
