المنوفية تبكي نساءها .. من زنارة إلى كفر السنابسة : عندما يتحوّل غضب الأزواج إلى حبل المشنقة
لم تعد محافظة المنوفية، الهادئة كما كانت؛ فبين بيوت الطين ودفء الريف الذي اعتاد عليه أهلها، تصاعدت في الأسابيع الأخيرة حكايات مؤلمة لنساء دفعن حياتهن ثمنًا لخلافات زوجية انتهت إلى جرائم هزّت الضمير الإنساني، فمن زنارة بمركز تلا إلى كفر السنابسة بمركز منوف، تتكرر المأساة بصور مختلفة لكن النهاية واحدة : زوج يقتل، وأم ترحل تاركة أطفالًا بلا حضن.
زنارة .. صورة الموت التي صدمت الجميع
كانت البداية في قرية زنارة التابعة لمركز تلا، حين تحوّل الخلاف الزوجي إلى كارثة إنسانية مدوية، شاب فقد السيطرة على أعصابه، فقتل زوجته وطفله الرضيع داخل منزله، ثم التقط صورة للجريمة ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أن يحاول الانتحار، وهذه الواقعة التى صدمت الجميع ولم يكن أحد من أهالي القرية يتخيل أن الشاب، الذي عُرف بالهدوء، يخفي خلف ابتسامته شرارة غضب قادرة على تدمير أسرة بأكملها.
قال أحد الجيران " كانوا ناس طيبين، بس المشاكل بينهما كانت بتزيد اليوم عن اللي قبله، لحد ما انفجر في لحظة وخلص على مراته وطفله، وبذلك لتتحولت زنارة بعدها إلى قرية حزينة، تتحدث في صمت عن مأساة إنسانية خرجت عن كل منطق، وعن طفل صغير لم يعش حتى عامه الأول، دفع ثمن غضب لم يكن له ذنب فيه.
كفر السنابسة .. خنقها لأن الخلاف طال
لم تكد المنوفية تلملم جراحها من صدمة زنارة، حتى استفاقت على مأساة جديدة في قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف، حيث لقيت " سامية. س" مصرعها خنقًا على يد زوجها داخل منزل الزوجية بسبب خلافات متكررة، والتى كانت معروفة بين الجيران بهدوئها وصبرها، تحاول دائمًا أن تُصلح ما يفسده الغضب، وأن تُبقي بيتها قائمًا رغم الأزمات، لكن القدر كتب لها نهاية مأساوية، حين اشتد الخلاف ذات صباح حول أمور بسيطة في المعيشة، ففقد الزوج أعصابه وأطبق بيديه على رقبتها حتى فارقت الحياة.
الجيران هرعوا على صرخات أطفالها، ليجدوا الأم جثة هامدة، وتم نقلها إلى مستشفى منوف العام، ثم إلى مستشفى شبين الكوم التعليمي، وأخطرت النيابة العامة التي أمرت بتشريح الجثمان وبدأت التحقيقات، وهرب الزوج، والقرية غمرها صمت ثقيل لا يقطعه سوى بكاء الأطفال، الذين لم يفهموا بعد لماذا لم تعد أمهم لتعد لهم الإفطار ككل صباح.
