بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

المتحف المصري الكبير يستقبل أعدادا قياسية من الزوار.. ويعزز مكانة مصر السياحية

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

في مشهد يعكس الفخر والاعتزاز للمصريين والإعجاب من الزوار حول العالم، يستمر المتحف المصري الكبير في استقبال أعداد قياسية من الزوار منذ افتتاحه الرسمي في بداية نوفمبر الجاري، هذا الصرح العظيم، الذي انتظره الجميع طويلا، لم يعد مجرد مكان يحتضن كنوز الفراعنة، بل تحول إلى رمز عالمي يعكس عراقة الحضارة المصرية الحديثة، ويجمع بين روعة الماضي وجمال الحاضر.

 

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، عن استمرار الإقبال الكبير من الزوار على زيارة المتحف المصري الكبير، حيث تجاوز عدد الزوار 12 ألف زائر حتى منتصف اليوم السابع من افتتاحه للجمهور، مشيره إلى أن المتحف استقبل ما يقرب من 19 ألف زائر يوميا في المتوسط، مما يعكس الاهتمام العالمي الواسع بالحضارة المصرية.

 

أكد الدكتور أحمد غنيم، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف، أن زيارات المتحف تسير بسلاسة وتنظيم دقيق، مشيرا إلى أن المتحف استقبل يوم الأحد الماضي ما يقرب من 17 ألف زائر، حيث استمتعوا بتجربة استثنائية تجمع بين الأصالة والتقنيات الحديثة في العرض المتحفي.

 

حددت وزارة السياحة المصرية، أسعار تذاكر الدخول إلى المتحف المصري الكبير، حيث بلغ سعر التذكرة للأجانب والعرب 1450 جنيها (حوالي 30 دولارا)، وللمصريين 200 جنيه، بينما تقدر تذكرة الطلاب بـ 100 جنيه، وتهدف مصر من خلال هذا المشروع الضخم إلى اجتذاب نحو 8 ملايين زائر سنويا، مما سيضع المتحف في منافسة مباشرة مع متحف اللوفر في باريس، أحد أشهر المتاحف السياحية حول العالم، والذي يتجاوز حجم إيراداته السنوية 250 مليون دولار.

 

تشير التوقعات إلى أن المتحف المصري الكبير، سيحقق إيرادات سنوية تقدر بحوالي 150 مليون دولار من مبيعات التذاكر فقط، هذا بخلاف العائدات الإضافية المتوقعة من الأنشطة التجارية والترفيهية داخل المتحف.
 

لم يقتصر تأثير المتحف المصري الكبير، على المجال الثقافي فحسب، بل امتد ليشمل قطاع السياحة بأكمله، حيث شهد القطاع ارتفاعا ملحوظا في نسب الإشغال الفندقي في القاهرة والمناطق المحيطة بها، كما لوحظ زيادة ملحوظة في متوسط الإنفاق السياحي خلال فترة الإقامة.

 

أكد وزير السياحة المصري، في تصريحات تلفزيونية أن إيرادات السياحة في مصر ستتخطى 18 مليار دولار هذا العام، مع توقعات باستمرار النمو ليصل عدد السياح إلى أكثر من 30 مليون سائح بحلول عام 2030، مما يعزز من مكانة مصر كواحدة من أهم الوجهات السياحية العالمية.
 

تعد تكلفة إنشاء المتحف حوالي 1.2 مليار دولار، واستغرق بناءه أكثر من عقدين من الزمن، ويحتوي المتحف على أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، بما في ذلك كنوز الملك توت عنخ آمون الكاملة التي تعرض لأول مرة في مكان واحد.

 

وشهد حفل الافتتاح مشاركة 79 وفدا رسميا، منهم 39 من رؤساء الدول والملوك والأمراء، مما يعكس الأهمية العالمية لهذا الحدث الثقافي والتاريخي الفريد.

 

مع اقتراب موسم العطلات الشتوية في أوروبا، تتوقع مصر موسما سياحيا حافلا، حيث تحظى بشعبية كبيرة لدى السياح الأوروبيين بسبب مناخها المعتدل وتنوع أنشطتها السياحية التي تجمع بين التاريخ والثقافة والترفيه.
 

لم يعد المتحف المصري الكبير، مجرد مكان لعرض الآثار الفرعونية، بل تطور ليصبح رمزا وطنيا وعالميا يعكس روح مصر الحديثة ويحيي أمجاد حضارة تمتد لآلاف السنين، ومع الاهتمام المتزايد من الزوار حول العالم، يبدو أن المتحف يسير بخطى ثابتة ليصبح واحدا من أهم المتاحف العالمية، وواجهة حضارية تعكس عراقة تاريخ مصر ومستقبلها المشرق.

تم نسخ الرابط