انفجار بالحزب الديمقراطي: مواجهة علنية تهز مجلس النواب بسبب تصويت مثير للجدل
كانت الأعين متجهة نحو منصة التصويت في مجلس النواب الأمريكي، حين وقفت النائبة ماري جلوسينكامب بيريز، بنبرة حازمة وصوت واضح، مُطالبةً بإدانة زميلها المتقاعد تشوي جارسيا بتهمة “الإخلال بمبادئ الديمقراطية”.
الهدوء الذي سبق التصويت على مشروع إعادة فتح الحكومة انكسر فجأة، وعمّ المكان توتر غير مسبوق.
و تساءل أحد النواب بقلق: “لماذا اليوم؟!”، بينما كانت كاثرين كلارك، زعيمة الأقلية الديمقراطية، تحاول تهدئة الموقف قبل أن يخرج عن السيطرة.
كانت لحظة صادمة، ليس فقط بسبب مضمون الاتهام، بل لأنها كشفت انقسامًا نادرًا داخل صفوف الحزب الديمقراطي نفسه.
قبل ساعات من العاصفة… تحركات هادئة وانفجار غير متوقع
قبل يومٍ واحد فقط من الجلسة، كان الحزب الديمقراطي يسعى لتوحيد صفوفه تمهيدًا للتصويت على مشروع إعادة فتح الحكومة الفيدرالية، الذي يعارضه الجمهوريون بشدة.
لكن خلف الأبواب المغلقة، كانت بيريز تُعِدّ تحركًا مفاجئًا ضد جارسيا، النائب الذي أعلن مؤخرًا تقاعده المفاجئ من الكونجرس قبل إغلاق باب الترشح في ولاية إلينوي.
ذلك الإعلان غير المتوقع جعل “باتي جارسيا”، كبيرة موظفيه السابقة، المرشحة الوحيدة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، وهو ما اعتبرته بيريز “خيانة لقيم الحزب ومبدأ التنافس الحر”.
بيريز تتهم جارسيا بالتلاعب الديمقراطي: "ورّث المقعد!"
خلال مداخلتها، قالت بيريز: “الأسباب التي ساقها جارسيا لتقاعده قد تبدو مشرفة، لكن قراره بتعيين وريث سياسي هو تصرف غير ديمقراطي على الإطلاق.”
وأضافت بلهجة غاضبة: “هذا ما يجعل الناس يفقدون الثقة في السياسة، وإذا لم نحاسب أنفسنا، فسندفع جميعًا الثمن.”
وتطلب القرار، الذي قدمته، تصويتًا رسميًا بحلول الثلاثاء المقبل، ما لم تتراجع عنه، وهو ما وضع القيادة الديمقراطية في موقف محرج، بين الدفاع عن وحدة الحزب والاعتراف بجدية الاتهام.
جارسيا يرد من خلف الكواليس
لم يمر وقت طويل حتى أصدرت المتحدثة باسم النائب المتقاعد، فابيولا رودريجيز شيامبولي، بيانًا قالت فيه: شخصية وصحية، منها تدهور حالة زوجته ومسؤوليته تجاه أحفاده الذين يربيهم بعد وفاة ابنته.”، مضيفة: “لقد اتبع النائب كل القوانين والإجراءات الرسمية، ويأمل أن يُظهر زملاؤه قدرًا من التعاطف في مثل هذه اللحظات العائلية الصعبة.”
ومن جانبه رد جارسيا بدا متزنًا، لكنه لم ينجح في تهدئة الجدل، إذ اعتبره بعض الديمقراطيين محاولة لتبرير تصرف غير مقبول سياسيًا.
قيادات الديمقراطيين بين الحرج والغضب
حاولت كاثرين كلارك، زعيمة الأقلية في مجلس النواب، احتواء الموقف، لكنها واجهت صعوبة في تهدئة الأجواء.
وقال أحد النواب لموقع “أكسيوس” الأمريكي: “لقد حاولنا أن نقول لها ليس الآن، ليس اليوم... نحن نواجه تحديات أكبر”، واصفًا المشهد بأنه “فوضوي وغير مسبوق”.
بينما صرّحت النائبة سيلفيا جارسيا (من تكساس): “هذا الأمر يعود لمسؤولي الانتخابات في شيكاجو، وليس لنا، ما فعلته بيريز كان تصرفًا غير منطقي ومخيبًا للآمال، هكذا، تحولت جلسة يفترض أن تكون مخصصة لمناقشة ميزانية الدولة، إلى ساحة مواجهة حزبية داخلية.
ماري جلوسينكامب بيريز... الديمقراطية المُتمردة
ليست هذه المرة الأولى التي تخرج فيها بيريز عن الصف الحزبي.، فهي تمثل واحدة من المناطق الأكثر ميلاً للجمهوريين في واشنطن، وتُعرف بمواقفها المستقلة عن القيادة الديمقراطية.
وخلال التصويت الأخير على مشروع إعادة فتح الحكومة، انضمت إلى ستة ديمقراطيين فقط دعموا تمرير القانون، مخالفين موقف الحزب الرسمي.
وبحسب مراقبين سياسيين: “بيريز تسعى لإعادة تعريف معنى الديمقراطية داخل حزبها، حتى لو كلفها ذلك خسارة دعم القيادة.”
ما وراء الصراع... الديمقراطيون في مواجهة أنفسهم
تكشف هذه الأزمة أن الحزب الديمقراطي يعيش انقسامًا داخليًا عميقًا بين جناحين:
- الجناح التقليدي الملتزم بالانضباط السياسي
- الجناح الإصلاحي الذي يدعو إلى الشفافية ومحاسبة الذات.
ويرى المحللون أن تصاعد مثل هذه المواجهات العلنية قد يضعف صورة الحزب قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، ويمنح خصومه الجمهوريين فرصة للتشكيك في تماسكه الداخلي.