هل ستنجح إسرائيل في إسقاط إيران؟.. متخصصة في الشؤون الدولية تجيب (خاص)
قالت أميرة جاد الله الباحثة والمتخصصة في الشئون الدولية وشئون الشرق الأوسط، إنه خلال الساعات القليلة الماضية نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى تأكيدهم أن إسرائيل تهدف إلى الإطاحة بالنظام في إيران قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي الحالية، لافتةً إلى أنه رغم هذه التقارير إلا أن إسرائيل لن تتمكن من إسقاط النظام الإيراني عبر مواجهة عسكرية مباشرة، لكنها قد تعمل على خلق الظروف المساعدة لزعزعة الاستقرار الداخلي في إيران، وذلك عبر تقويض الأمن الوطني وزعزعة السلم الأهلي، أملاً في تمكين الشعب الإيراني من التعجيل بتغيير النظام الحالي.
وأضافت جاد الله في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن الإطاحة بالنظام الإيراني لم يكن هدفاً معلناً خلال حرب الـ12 يوماً في يونيو الماضي، حيث أن التصعيد الإسرائيلي خلال هذه الحرب كان له أهداف أخرى تجاوزت مسألة البرنامج النووي، إلى جانب الضربات الجوية التي استهدفت المنشآت العسكرية ومراكز تخصيب اليورانيوم وبرنامج الصواريخ الباليستية.
وأوضحت أن الهجمات شملت استهداف مسؤولين إيرانيين، وكذلك سجن "إيفين" في طهران، حيث تم قصف بوابته الرئيسية في محاولة كما يبدو لإتاحة فرصة هروب السجناء السياسيين المعارضين للنظام، مشيرةً إلى أن هذا قد يكون مفيداً في المرحلة الحالية ضمن سياق السعي لإسقاط النظام الإيراني، كما استهدفت الضربات قوات الباسيج التي تعتبر من وجهة النظر الإسرائيلية "أداة القمع الداخلي"،بالإضافة إلى مقار قيادية تابعة لاستخبارات الحرس الثوري.
وأشارت المتخصصة في الشئون الدولية، إلى أنه لم تتوقف الأدوات عند هذا الحد، فقد وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو آنذاك دعوة صريحة للشعب الإيراني للثورة على حكومته، كما لوّح علناً باحتمال اغتيال المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، على أمل أن يؤدي ذلك إلى انهيار النظام ذاتياً دون الحاجة إلى مواجهة مباشرة، منوهةً إلى أن هذه المحاولات واجهت واقعاً يتميز بصلابة داخلية ملحوظة فبالرغم من الانقسام التقليدي بين محافظين وإصلاحيين، أظهر المجتمع الإيراني تماسكاً ملحوظاً خلال التصعيد الأخير.
وتابعت أن إيران شرعت في عملية إصلاح داخلي واسعة شملت إحلال قيادات شابة في مراكز صنع القرار، إضافة إلى ذلك فإن المعادلات الدولية تمثل عاملاً حاسماً، حيث أن إيران تحظى بدعم دولي من قوى كبرى مثل روسيا والصين، اللتين تعتبران طهران ركناً أساسياً في معادلة التوازن الاستراتيجي الدولي، وتقدمان لها دعماً لوجستياً وتقنياً مستمراً.
وأكدت أميرة جاد الله، أن التوقيت الذي كشف عنه المسؤولون الإسرائيليون وهو إسقاط نظام إيران قبل نهاية ولاية ترامب، فيشير إلى أن إسرائيل تعوّل على الدعم السياسي والعسكري الأمريكي في هذه المرحلة للقضاء على التهديد الإيراني، معقباً أننا أمام جولة مواجهة جديدة غير مستبعدة فلو نظرنا إلى معطيات الوضع الراهن، نجد أن كافة الظروف مهيأة لاندلاع جولة جديدة من المواجهات بين إسرائيل وإيران، وذلك للأسباب معينة منها استمرار عنصر التهديد النووي، جمود المفاوضات النووية، مؤشرات التصعيد العسكري.

