فيلم يكشف أسرارا لم ترو من قلب غزة.. صدمة في أولى ليالي القاهرة السينمائي
في ليلة استثنائية طغى عليها الشغف والترقب، خطف فيلم “كان يا ما كان في غزة”، الأضواء في عرضه العربي الأول ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي بدورته الـ46، ليحمل معه دفء غزة وجرحها، ويقدم رواية إنسانية حادة تخترق صمت المنطقة منذ سنوات، وبحضور مخرجيه عرب وطرزان ناصر، بدا المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية وكأنه يعيد فتح نافذة على مدينة لم تهدأ يوما.
وشهدت عروض الجالا بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي مساء اليوم عرض فيلم "كان يا ما كان في غزة" للمخرجين الشقيقين عرب وطرزان ناصر، وذلك في عرضه الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتنافس العمل ضمن المسابقة الدولية، مقدما رؤية سينمائية جديدة تضع غزة في قلب الحكاية بعيدا عن الصور النمطية.
كان يا ما كان في غزة
المخرجان اللذان يقدّمان الفيلم لأول مرة للجمهور العربي بعد سلسلة عروض عالمية، سعادتهما بوجودهما في القاهرة وبطرح تجربتهما أمام جمهور المنطقة، مؤكدين أن الفيلم يحمل جزءا من ذاكرة مدينة عاشا تفاصيلها.
وفي نفس السياق الفيلم، ومدته 87 دقيقة، إنتاج مشترك بين فرنسا وفلسطين وألمانيا والبرتغال وقطر والأردن، ويقدم معالجة درامية تدور في غزة عام 2007، حيث يتتبع حياة يحيى، الطالب الجامعي الذي تجمعه صداقة غير متوقعة مع أسامة، تاجر مخدرات طيب القلب،ينطلق الاثنان في رحلة معقدة تبدأ من مطعم فلافل بسيط، قبل أن يصطدما بشرطي فاسد يضع حياتهما على المحك، لتتكشف شبكة من التوترات التي تعكس هشاشة العلاقات في مجتمع يرزح تحت الضغوط والانقسامات.
يطل لأول مرة على جمهور الشرق الأوسط
ويعود الشقيقان ناصر، إلى جذورهما الغزة في هذا العمل، وهما المولودان عام 1988، وصاحبا تجارب سينمائية بارزة، منها فيلمهما القصير الشهير “كوندوم ليد” الذي شارك في مهرجان كان، ثم فيلمهما الطويل الأول “ديجراديه”الذي عرض في أسبوع النقاد في كان، إضافة إلى فيلمهما الثاني "غزة مونامور"الذي شارك في “آفاق” بمهرجان البندقية ومثل فلسطين في ترشيحات الأوسكار الـ93.
أما مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تأسس عام 1976، فيعد من أعرق المهرجانات العربية والأفريقية، وواحدا من المهرجانات المعتمدة لدى الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF)، ويحرص سنويا على خلق مساحة تلتقي فيها السينما العربية والعالمية، جامعا بين البعد الفني والبعد المهني ليظل منصة محورية للحوار والتبادل الثقافي.
وبين تصفيق الجمهور ونقاشات ما بعد العرض، بدا واضحا أن “كان يا ما كان في غزة”لم يكن مجرد فيلم، بل شهادة بصرية تفتح أبوابًا جديدة للتفكير في وجه آخر للمدينة،ومع استمرار فعاليات المهرجان، يترقب المتابعون أثر هذا العمل على مسار المسابقة الدولية، وعلى صورة السينما الفلسطينية في المحافل العالمية.
