تعبئة في فنزويلا.. ومادورو يتعهد بمواجهة "النهج الاستعماري"
بدأت السلطات الفنزويلية تنفيذ تعبئة جماعية في مختلف المناطق، رداً على ما تعتبره تهديدات أميركية بشن هجمات محتملة على البلاد. وتأتي هذه الخطوة وسط تحذيرات الرئيس نيكولاس مادورو من تحول أميركا الجنوبية إلى "غزة جديدة"، وتأكيده التصدي لما سماه "النهج الاستعماري".
وبحسب مراسل الجزيرة، تجري عمليات التعبئة بمشاركة أنصار مادورو، وتشهد تجمعات لدعم تشكيل ما تعرف بـ"وحدات القوات والقواعد الشعبية من المتطوعين".
وخلال مؤتمر للقانونيين الدوليين في العاصمة كراكاس، دعا مادورو الشعب الأميركي إلى وقف "اليد التي تأمر بالقصف والقتل"، متسائلاً عمّا إذا كان العالم مستعداً لرؤية "غزة أخرى" في النصف الغربي من الكرة الأرضية.
وفي سياق متصل، انتقد مادورو أمس السبت المناورات العسكرية المشتركة المقررة بين الولايات المتحدة وترينيداد وتوباغو، واصفاً إياها بأنها "غير مسؤولة"، خصوصاً في ظل زيادة الوجود العسكري الأميركي في منطقة الكاريبي. وأكد أن فنزويلا "لن تسمح لأحد بتهديدها"، معتبراً أن تخصيص مياه قبالة ولاية سوكري لإجراء المناورات يهدف إلى الضغط على بلاده.
ودعا مادورو مؤيديه في الولايات الشرقية إلى تنظيم "وقفات ومسيرات مستمرة" بدءاً من اليوم الأحد وحتى 21 نوفمبر، تزامناً مع موعد هذه التدريبات.
وتُعد هذه المناورات الثانية من نوعها بين واشنطن وترينيداد وتوباغو خلال أقل من شهر. وتتهم كراكاس الولايات المتحدة باستخدام مكافحة المخدرات كذريعة لزيادة نشاطها العسكري بهدف الإطاحة بمادورو.
استعدادات أميركية لضرب فنزويلا
وبالتوازي مع هذه التطورات، أفادت صحيفة واشنطن بوست نقلاً عن مصادر مطلعة، أن القوات الأميركية تستعد لاحتمال إصدار أوامر بتنفيذ هجوم على فنزويلا، وأن نقاشات رفيعة المستوى تُجرى حالياً حول توجيه ضربة عسكرية محتملة.
وبحسب الصحيفة، عُرضت على الرئيس الأميركي دونالد ترامب مجموعة من الخيارات، في حين سبق لترامب أن أكد أنه اتخذ قراراً بشأن التعامل مع فنزويلا دون الكشف عن تفاصيله، مكتفياً بالقول إن "تقدماً كبيراً" أُحرز في ملف مكافحة تهريب المخدرات.
ومنذ أسابيع، تشن الإدارة الأميركية ضربات في البحر الكاريبي والمحيط الهادي ضد قوارب تتهمها بتهريب المخدرات، كما عززت وجودها العسكري في المنطقة، ومن بين القطع البحرية المنتشرة حاملة الطائرات "جيرالد فورد" التي وصلت مطلع الأسبوع الماضي.
وخلال هذا الانتشار، نفذت القوات الأميركية ضربات أسفرت عن تدمير نحو 20 قاربا ومقتل ما لا يقل عن 76 شخصاً، وفق بيانات رسمية.
وكان وزير الحرب الأميركي بيت هيغسيث قد أعلن الخميس الماضي عن إطلاق عملية عسكرية جديدة في أميركا اللاتينية ضد "تجار المخدرات الإرهابيين"، من دون توضيح الفروقات بينها وبين التحركات العسكرية الجارية حالياً.