بابا الفاتيكان: أصغوا للفقراء واجعلوا العدل طريقًا للسلام
ترأس قداسة البابا لاون الرابع عشر، صلاة القداس الإلهي الاحتفالي، بمناسبة اليوم العالمي التاسع للفقراء، ويوبيل الفقراء، وذلك ببازيليك القديس بطرس، بالفاتيكان، موجهًا حديثه إلى قادة العالم، من أجل تحمل مسؤولياتهم تجاه الفئات الأكثر ضعفًا.
وفي خطاب اتسم بالحزم، والقلق الأبوي، دعا الحبر الأعظم رؤساء الدول، وقادة الأمم إلى الإصغاء إلى صرخة الفقراء، مؤكدًا أنه لن يكون هناك سلام بدون عدالة، منوهًا إلى أن الفقراء يكشفون الحقيقة للعالم بطرق متنوعة، من بينها: هجرتهم، رغم أن صرختهم كثيرًا ما تغيب وسط أسطورة الرفاهية، والتقدم الذي لا يشمل الجميع.
وركز الأب الأقدس في عظته على مفهوم "يوم الرب"، باعتباره شمس عدل التي تشرق على المتألمين، مشددًا على أهمية التمسك بالرجاء المسيحي، حتى وسط تقلبات الحياة، وظلال الحروب السائدة.
وأشار قداسة البابا إلى أن الله، بحسب الكتاب المقدس، يقف دومًا في صفّ الأصغر، بجانب اليتيم، والغريب، والأرملة، مضيفًا أن حضور المسيح هو عيد، ويوبيل للفقراء.
بالإضافة إلى الفقر المادي، سلط بابا الكنيسة الكاثوليكية الضوء على الفقر الأخلاقيؤ والروحي الذي بات منتشرًا بشكل خاص بين فئة الشباب، معتبرًا أن العزلة تُعد القاسم المشترك بين أشكال الفقر كافة.
ودعا عظيم الأحبار إلى تطوير ثقافة الاهتمام لكسر جدار العزلة، وتعزيز ضمير نقدي واعٍ داخل المجتمع، مشددًا على أن قضية الفقراء ليست مجرد شأن اجتماعي، بل تقع في صميم الإيمان المسيحي، وفهم جسد المسيح نفسه.
وفي ختام عظته، توجه قداسة البابا لاون الرابع عشر بطلب من العذراء مريم أن تُعين المؤمنين على السير وفق منطق الملكوت الجديد، القائم على محبة الله التي تَقبل، وتَغفر، وتُضمّد الجراح، وتُعزّي، وتَشفي.