بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

هل يقود تصعيد إثيوبيا لحرب على ميناء عصب ويجر مصر للصراع؟ (خاص)

«آبي أحمد» رئيس وزراء
«آبي أحمد» رئيس وزراء إثيوبيا - «أسياس أفورقي» رئيس إريتريا

تصاعدت حدة التوترات بين إثيوبيا وإريتريا بعد تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي «آبي أحمد» التي توعد فيها بالسيطرة على «ميناء عصب» الإريتري، متمسكا بما يصفه "حق إثيوبيا التاريخي"  في الوصول للبحر الأحمر، في حين تؤكد مصر دعمها الكامل لإريتريا ورفضها لما تتخذه أديس أبابا من إجراءات أحادية لفرض أمر واقع في المنطقة.

 

وتتزايد المخاوف من اندلاع حرب محتملة بمنطقة مضيق باب المندب القريبة من ميناء عصب ما يُهدد بتوقف الملاحة البحرية في البحر الأحمر والإضرار بمصالح الدول المُشاطئة له.

 

البشبيشي: إثيوبيا دولة هجومية.. والقيادة المصرية تدرك المخطط

 

قالت الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشؤون الإفريقية: “هناك احتمال كبير لحدوث اشتباك، فإثيوبيا دولة هجومية بطبعها ومستعدة لإفتعال أزمات مع دول الجوار، وتعتمد في ذلك على الدعم الأمريكي والإسرائيلي”.

 

الدكتورة هبة البشبيشي - خبيرة الشؤون الإفريقية
الدكتورة هبة البشبيشي - خبيرة الشؤون الإفريقية

وأوضحت البشبيشي في تصريح خاص لـ «بلدنا اليوم» أن التصعيد الجاري هو نتيجة سياسة أمريكية تهدف لتخفيف الضغط ونقل الصراع من الشمال بين إسرائيل والعرب إلى الجنوب بين إثيوبيا وإريتريا وحلفاؤهما، لافتة إلى أن أن تلك السياسة اتضحت عندما قال الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» إنه يتوقع “قيام مصر بضرب سد النهضة الإثيوبي”، في محاولة لدفع القاهرة للبدء بتصعيد عسكري، مؤكدة أن القيادة السياسية المصرية " على قدر عالِ من الحكمة”.

 

وأضافت خبيرة الشؤون الإفريقة: ستدعم واشنطن إثيوبيا مقابل الدعم المصري لإريتريا, فالمخطط هو توريط القاهرة عسكريا ضد أديس أبابا حتى تتسع دائرة الصراع ويتم إنهاك جيش مصر في حرب لا طائل منها، وهذا هو المخطط البديل لتوريط مصر بعد فشل محاولة جرها للحرب في ملف سد النهضة.

 

السيناريو الأقرب

 

وتابعت: من المتوقع أن تبدأ إريتريا بالضربة العسكرية الأولى لأن إثيوبيا ستحاول الإستيلاء على ميناء عصب بدم بارد وبدون توجيه ضربات عسكرية للقوات الإريترية، وبمجرد دخول مصرعلى خط المواجهة بعد الرد العسكري الإريتري ستتقدم أديس أبابا بشكوي رسمية ضد الدولتين بمجلس الأمن الدولي وهذا هو السيناريو الأقرب لتوريط مصر.

 

وترى البشبيشي أن إثيوبيا من الممكن أن تستخدم ميناء عصب بعد أن تلجأ لعقد اتفاقية شراكة مع إريتريا لاستخدام الموانيء التابعة لها على البحر الأحمر، في إشارة إلى احتمال أن يعقد الجانبين اتفاقية مصالحة إذا ما توقف التصعيد.

 

نجم الدين: صمت المجتمع الدولي شجع نظام آبي أحمد على التمادي

 

من جانبه قال الدكتور نبيل نجم الدين، خبير العلاقات الدولية: “لا يجب النظر لتصريحات النظام الحاكم في إثيوبيا من زاوية ضيقة، ولكن من خلال المشهد الإقليمي كله الذي يمر بحالة من السيولة السياسية العالية، فهذا التصعيد ليس بعيدا عمن يحركون المشهد الإقليمي وتلك اللغة التي تتبناها إثيوبيا ضد إريتريا ومصر تعكس الكثير مما يُحاك ضد المنطقة”.

الدكتور نبيل نجم الدين - خبير العلاقات الدولية
الدكتور نبيل نجم الدين - خبير العلاقات الدولية

وأضاف نجم الدين في تصريح خاص لـ «بلدنا اليوم»: لم تحترم أديس أبابا اتفاق المباديء الذي عقدته مع القاهرة والخرطوم عام 2015 وتجاهلت نواياهما الطيبة تجاه مشروع سد النهضة واتخذت إجراءات أحادية أضرت بمصالح البلدين وهو ما يُفسر تصعيدها الحالي ضد إريتريا.

 

وأشار خبير العلاقات الدولية إلى انتهاكات إثيوبيا المتكررة وأهمها انتهاك ميثاق منظمة الاتحاد الإفريقي حين اعترفت بإقليم أرض الصومال الانفصالي ولم تحترم قواعد الجوار مع الصومال ذات الحكومة الشرعية في مقديشيو، وانتهاكها القانون الدولي بإجراءاتها الأحادية بنهر النيل في ملف سد النهضة، ثم انتهاكها للقانون الدولي بإعلان عزمها الوصول للبحر الأحمر عبر موانيء إريتريا بالقوة وبدون التفاهم معها.

 

مؤكدا أن صمت المجتمع الدولي والاتحاد الإفريقي تجاه تلك الانتهاكات هو ما دفع أديس أبابا للتجرؤ على استفزاز دول المنطقة وعلى رأسهم مصر.

 

التطورات لا تبشر بالخير

 

وتابع: إثيوبيا دولة ذات أقليات عرقية متناحرة كما أنها متورطة في صراع مع حركة تحرير شعب إريتريا (تيجراي) وهي حركة تربطها علاقة جيدة برئيس إريتريا، لافتا إلى أن تجاهل نظام أديس أبابا لحساسية هذا الوضع قد يدفع دول مجاورة لتفجير الخلافات العرقية لتشتعل حرب أهلية كبرى في إثيوبيا.

 

ويرى نجم الدين أن ما يجري الآن من تصعيد في منطقة البحر الأحمر لا يبشر بالخير مؤكدا أن استمرار النظام الإثيوبي في التصعيد واستفزاز دول الجوار قد يدفع بأمن واستقرار القرن الإفريقي الي حافة الهاوية.

تم نسخ الرابط