بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

بعد لقائهما في البيت الأبيض.. أبرز نقاط الخلاف بين ترامب وممداني

لقاء ترامب وممداني
لقاء ترامب وممداني

على الرغم من الاستقبال الحار الذي خصصه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعمدة نيويورك المنتخب زهران ممداني في البيت الأبيض، إلا أن اللقاء كشف بوضوح عمق الخلافات بين الرجلين، التي تتراوح بين الاقتصاد والهجرة وصولاً إلى الأمن والقضية الفلسطينية.

 

وجاء الاجتماع بعد سنوات من التصريحات والهجمات المتبادلة، فقد سبق لترامب أن وصف ممداني بـ"الشيوعي المختل"، فيما اتهمه ممداني بالعنصرية والسعي للسلطة عبر الابتزاز. ومع ذلك، اتفق الطرفان مؤقتاً على أهمية معالجة تكاليف المعيشة المرتفعة في نيويورك.

 

لكن الخلافات الجوهرية بقيت قائمة، فترامب يتبنى رؤية محافظة تقوم على خفض الضرائب وتقليص دور الدولة في الاقتصاد وتوسيع الخصخصة، معتبرًا أن السوق هو الأقدر على تلبية الاحتياجات الأساسية. في المقابل، ينتهج ممداني مقاربة اجتماعية تقدمية تدعو إلى زيادة الضرائب على الأثرياء وتوسيع التمويل الحكومي للخدمات العامة، وتوفير وسائل نقل مجانية، مستلهماً نموذج الرفاه الإسكندنافي في مجالات السكن والتعليم والرعاية الصحية.

 

وتبرز الفجوة الأكبر في ملف الهجرة؛ فبينما يدافع ترامب عن تشديد الحدود وتقليص برامج اللجوء وزيادة الترحيل وربط الهجرة بارتفاع الجريمة، يرى ممداني، ابن المهاجرين، أن الهجرة تمثل "روح أميركا"، داعياً إلى تسهيل مسارات اللجوء وإنهاء الاحتجاز والحفاظ على برنامج "داكا".

 

وتتسع الخلافات أيضاً إلى قضايا الأمن والشرطة، حيث يدعو ترامب إلى زيادة التمويل وتوسيع الصلاحيات اعتماداً على مقاربة ردعية، في حين يدعو ممداني لإعادة هيكلة الشرطة وتحويل جزء من ميزانيتها إلى برامج اجتماعية وتعليمية، وقد انتقد سابقاً استخدام الشرطة للعنف تجاه الأقليات.

 

أما الخلاف الأعمق فيتعلق بالقضية الفلسطينية، إذ يفاخر ترامب بكونه "أفضل صديق لإسرائيل"، ويصف أي ناخب يهودي يصوت لممداني بـ"الغبي"، في مقابل ممداني الذي يحظى بدعم أصوات مؤيدة لفلسطين، واصفاً ما حدث في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، ومحملاً واشنطن مسؤولية تمويلها. كما أعلن ممداني أنه سيطالب شرطة نيويورك باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حال زيارته المدينة، تنفيذاً لمذكرة المحكمة الجنائية الدولية، في موقف غير مسبوق لمسؤول محلي أميركي.

 

وبينما بدا اللقاء الأخير ودياً على المستوى الظاهري، تؤكد التصريحات والخلافات المتجذرة أن الهوة بين ترامب وممداني عميقة، وتعكس رؤيتين متناقضتين لدور أميركا داخلياً وخارجياً، وأن أي تقارب مؤقت لن يمحو الصدام السياسي الممتد بينهما.

تم نسخ الرابط