خطة ترمب للسلام تحقق تقدماً في جنيف بعد محادثات أمريكية-أوكرانية مطولة

خطة ترمب للسلام تحقق تقدماً في جنيف بعد محادثات أمريكية أوكرانية مطولة، حيث كشف بيان مشترك صادر عن البيت الأبيض، أن واشنطن وكييف حققتا تقدماً ملموساً في توحيد مواقفهما حول الخطة الأميركية لإنهاء الحرب. 

وجاء هذا التقدم بعد مفاوضات مكثفة امتدت لساعات في جنيف، وسط سباق مع الزمن لإنجاز اتفاق قبل الموعد النهائي الذي حدده دونالد ترمب عقب عطلة عيد الشكر.

تقارب أمريكي أوكراني ينعش الآمال بإنهاء الحرب عبر خطة ترمب

أوضح البيان أن القرار النهائي سيعود لرئيسي البلدين، مؤكداً أن الوفدين توصلا إلى إطار سلام محدث ومحسّن يعتمد على مسودة موسعة لمعالجة القضايا الخلافية. 

ويأتي هذا التقارب بعد شهور من المفاوضات المتعثرة، ما أعاد إحياء الآمال بإمكانية الوصول إلى اتفاق شامل.

البنود الأساسية لخطة ترامب: تنازلات مقابل ضمانات أمنية قوية

تشمل خطة ترمب للسلام 28 بنداً، أبرزها:

• تخلي أوكرانيا عن أراضٍ إضافية شرق البلاد ضمن ترتيبات ترسيم جديدة.
• التزام كييف بعدم الانضمام إلى حلف الناتو في المستقبل القريب.
• عفو شامل للروس المشتبه بارتكابهم جرائم حرب خلال النزاع.

في المقابل، تمنح الخطة أوكرانيا ضمانة أمنية غير مسبوقة من الولايات المتحدة وأوروبا، تُحاكي المادة الخامسة من ميثاق الناتو، بحيث يُعد أي اعتداء على أوكرانيا اعتداءً على التحالف عبر الأطلسي بأكمله.

ضمانات موسعة تعزز ثقة كييف بالمسار المطروح

أشار البيت الأبيض إلى أن أوكرانيا رأت في المسودة الأخيرة توازناً يحمي مصالحها الوطنية، ويقدم آليات موثوقة للحماية الأمنية والتنمية الاقتصادية.
وشملت نقاط التفاهم:

• تطمينات أمنية طويلة المدى
• التزامات بدعم اقتصادي موسع
• الحفاظ على السيادة والقرار المستقل

بدوره وصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو المحادثات بأنها “الأكثر إنتاجية”، مؤكداً تضييق الفجوات بين الطرفين بصورة لافتة.

توتر داخل جلسات جنيف ومحاولات لاحتواء التسريبات

كشفت مصادر مطّلعة أن جولة أمس، الأحد، شهدت توترات بسبب تسريبات صحفية أثارت حرجاً للطرفين، ما دفعهما للاتفاق على بيان إيجابي يهدف إلى ضبط الأجواء.

كما قدم الوفد الأوكراني مقترحاً مضاداً يتضمن تعديلات محددة، بينما أبدت واشنطن مرونة لمناقشة هذه التعديلات ضمن إطار عملي.

رسائل ترمب وزيلينسكي: خلافات خطابية رغم التقدم السياسي

في منشور على منصة Truth Social، انتقد دونالد ترمب القيادة الأوكرانية معتبراً أنها لم تُظهر “الامتنان الكافي” لجهوده.

أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فقال عبر منصة X، إن الوفد الأوكراني يعمل على صياغة “حلول قابلة للتطبيق” تحافظ على مصالح بلاده، مؤكداً أن المقترحات الأميركية تضم عناصر جوهرية، يمكن البناء عليها للوصول إلى اتفاق نهائي.

تشير المؤشرات إلى أن مفاوضات جنيف قد تكون نقطة تحول حقيقية في مسار الأزمة الأوكرانية، مع اقتراب الولايات المتحدة وأوكرانيا من حسم ملامح خطة ترمب للسلام. 

وإذا نجحت الجهود الحالية في تجاوز العقبات المتبقية، فقد يشهد العالم واحدة من أهم التسويات السياسية في العقد الأخير.