بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

مفتي الجمهورية: أفعال المتطرفين وسلوكياتهم لا تمت إلى الإسلام بصلة

المفتي
المفتي

أكد الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن دار الإفتاء المصرية ظلت عبر تاريخها الممتد ركيزة أساسية في نشر منهج الوسطية والاعتدال، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، وتعزيز الوعي الديني والمجتمعي، ومواجهة الفكر المتطرف، مستندةً في ذلك إلى منهج الأزهر الشريف وثوابته الراسخة.

 

وجاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لاحتفالية مرور 130 عامًا على تأسيس دار الإفتاء المصرية، والتي شهدت حضور عدد من الوزراء وقيادات الأزهر والأوقاف، ورموز الفكر والثقافة والإعلام ومنظمات المجتمع المدني.

 

واستعرض المفتي خلال كلمته تاريخ منصب الإفتاء، موضحًا أن النبي الكريم كان أول من تولي هذه المكانة، إذ كان يفتي بوحي من الله عز وجل، فجاءت فتاواه جامعة مانعة ثم تولى الصحابة وآل البيت رضوان الله عليهم هذه المهمة، وتميزوا بسعة العلم وصدق الإيمان وحسن البيان، قبل أن تنتقل الأمانة إلى التابعين أمثال سعيد بن المسيب وعطاء بن أبي رباح وغيرهم ممن أجاز لهم كبار الصحابة إصدار الفتوى.

 

وأشار إلى أن المذاهب الفقهية الثمانية استقرت في الأمة الإسلامية لاحقًا، بما فيها المذاهب السنية الأربعة، والمذاهب الشيعية، والمذهب الإباضي والظاهري، موضحًا أنها تشكل مدارس راسخة بأصولها وقواعدها، وتولى أئمتها وعلماؤها مهمة الإفتاء عبر العصور. 

 

ولفت إلى أن العصر الحديث شهد تحول الفتوى إلى مؤسسة رسمية منظمة، وكانت دار الإفتاء المصرية رائدة هذا التحول.

 

وأوضح مفتي الجمهورية، أن الاحتفال بمرور 130 عامًا يمثل استحضارًا لإرث فقهي ومعرفي أصبح مرجعًا للباحثين، نظرًا لمنهج الدار المتوازن بين النصوص الشرعية ومتطلبات الواقع، بما يحقق مقاصد الشريعة ويعزز قيم التسامح والتعايش. 

 

كما أكد أن الدار عبر تاريخها احتضنت نخبة من العلماء والمفتين الذين أسهموا في ترسيخ الاستقرار المجتمعي والتصدي للفكر المتطرف ومحاولات العبث بالهوية المصرية.

 

وأضاف المفتي، أن بلوغ دار الإفتاء عامها المائة والثلاثين ليس مجرد حدث تاريخي، بل شاهد على تجربة فريدة جمعت بين الثوابت الشرعية ومتغيرات الواقع بمنهج علمي راسخ، مشيرًا إلى دور الدار في مواجهة التطرف بشقيه الديني واللاديني، وإلى كونها مؤسسة وطنية تسهم في دعم الدولة المصرية ونهضتها الحضارية، وتسليط الضوء على الفتوى الوسطية باعتبارها أداة لبناء المجتمعات.

 

وبين أن دار الإفتاء باتت، بفضل الله، كيانًا دوليًّا من خلال الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، التي تأسست عام 2015، وأصبحت منصة مؤثرة في مواجهة الفتاوى المنحرفة ونشر المنهج الوسطي الصحيح لصناعة الفتوى.

 

وفي حديثه عن المستقبل، أكد المفتي استعداد الدار لمرحلة جديدة تتزايد فيها تحديات العولمة والتطور التكنولوجي، مشيدًا بجهود العاملين في جميع قطاعاتها، ومؤكدًا دعمه لمسار تطوير إفتائي رشيد. 

 

واختتم كلمته بالتأكيد على أن الاحتفال بالذكرى الـ130 هو لحظة لمراجعة موقع الإفتاء بين الناس، مشددًا على أن الثبات لا يعني الجمود، والتغيير لا يعني الانفلات، وأن الفتوى لا تستقيم إلا بعلم عميق وبصيرة واعية وتمهل يوازن بين المصلحة والحاجة.

 

وحضر الاحتفالية عدد من قيادات الدولة والعلماء، من بينهم: الدكتور أسامة الأزهري، والدكتور أشرف صبحي، والمهندس محمد شيمي، والدكتور إبراهيم صابر، والمهندس عادل النجار، والمهندس حاتم نبيل، والسيد محمود الشريف، والدكتور محمد عبدالدايم الجندي، والدكتور علي جمعة، والدكتور نصر فريد واصل، والدكتور شوقي علام، والدكتور سلامة داوود، والدكتور أندريه زكي، إلى جانب عدد من السفراء وعلماء الأزهر والأوقاف وشخصيات فكرية وثقافية وإعلامية.

تم نسخ الرابط