هوليوود تعانق الأهرامات
هوليوود تعانق الأهرامات.. وكارلا شمعون تخطف قلب الليلة في عرض لا ينسى
في أمسية حملت بريق السينما العالمية وعمق التاريخ المصري، تحول سفح الأهرامات إلى مسرح مفتوح ينبض بالموسيقى والأضواء، حيث اجتمع سحر هوليوود مع هيبة واحدة من أعظم عجائب الدنيا في افتتاح إحدى أمسيات مهرجان “صدى الأهرامات”، وسط هذه الأجواء الأسطورية، لمع حضور النجمة اللبنانية كارلا شمعون التي سرقت الأضواء بأدائها المرهف وصوتها الآسر، لتضيف إلى الأمسية بعدا فنيا لا يخطئه الجمهور ولا ينسا.
الموسيقى العالمية تلتقي بالروح الشرقية في أمسية استثنائية
احتضنت الليلة واحدة من أضخم العروض الموسيقية التي قدّمها الأوركسترا الملكي البريطاني بقيادة المايسترو العالمي، ضمن فعالية “ليلة من هوليوود”،وقدم الفريق أوركسترا موسيقيا فخما أعاد إحياء أشهر الأعمال الكلاسيكية في السينما، مرورا بالملحمية المعاصرة التي تركت بصمتها في ذاكرة المشاهدين حول العالم.
ومع بداية فقرة كارلا شمعون، تغير نبض المكان،إذ ظهرت النجمة اللبنانية بإطلالة خاطفة للأنظار، وانسابت بصوتها في أشهر أعمال هوليوود التي أعادت تسجيلها بصوتها رسميا،وقدمت شمعون باقة من الروائع الموسيقية، أبرزها أغنية فيلم «أمير من مصر» التي جمعت بين الحس الروحاني والقوة الدرامية، إلى جانب المقطوعة الشهيرة من فيلم «المصارع» (The Gladiator)، مقدمة نسخة تحمل لمستها الخاصة التي مزجت بين الأصالة الشرقية والروح السينمائية الراقية.
الجمهور الذي امتلا شغفا وترقبا، تفاعل مع كل نغمة وكل لحظة، بينما لعب المكان دور البطولة بتكوينه المعماري المهيب، ليخلق حالة فنية لا تتكرر كثيرا، وقد نجحت الفعالية في تقديم عرض بصري وموسيقي متناغم، يجمع بين الاحترافية العالمية وجماليات الفنون الحية التي أحبها الجمهور منذ عقود.
مهرجان “صدى الأهرامات”.. مصر تعيد رسم خريطة الفنون العالمية
لم يكن الحفل مجرد سهرة موسيقية، بل رسالة ثقافية تقول إن مصر قادرة على استضافة أهم العروض العالمية وسط مواقعها التاريخية الخالدة.
فالمهرجان الذي انطلق بهدف دمج الفنون الدولية مع التراث المصري العريق، يسعى إلى إعادة تعريف تجربة الحفلات المفتوحة في واحدة من أكثر البيئات الفنية فرادة على مستوى العالم.
وتؤكد هذه الفعالية أن “صدى الأهرامات”يسير بخطوات ثابتة نحو أن يصبح مركزا فنيا عالميا يعيد توجيه الأنظار إلى مصر ليس فقط كوجهة سياحية، بل كعاصمة ثقافية تحتضن فيها الفنون الرفيعة.
في نهاية الليلة، غادر الجمهور المكان ولا يزال صدى الموسيقى يرافقهم، فيما بدت الأهرامات وكأنها تشهد على فصل جديد من التلاقي الحضاري بين الشرق والغرب، ومع عروض بهذا المستوى، يثبت مهرجان “صدى الأهرامات” أن مصر لا تستضيف الفن فقط، بل تمنحه مسرحًا أسطوريا يليق بعظمته.
