رحيل الفنانة التونسية بشرى محمد.. صوت توقف بعد مقاومة طويلة للمرض
خيمت أجواء من الأسى على الساحة الفنية التونسية عقب الإعلان عن وفاة الفنانة الشابة بشرى محمد، التي رحلت بعد صراع مرير مع المرض استمر أكثر من عام ونصف، تاركة خلفها إرثا فنيا أحبه الجمهور وتفاعل معه، وأكد ماهر الهمامي، نقيب المهن الموسيقية بتونس، الخميس، خبر رحيلها عبر بيان رسمي عبر فيه عن بالغ حزنه، متقدما بأحر التعازي إلى أسرتها ومحبيها، ومشيرا إلى مكانتها المميزة بين الأصوات التونسية الصاعدة التي أثبتت حضورها خلال سنوات قليلة.
مسيرة قصيرة| أثر لا يمحى
وقد شكل انتشار الخبر صدمة لدى جمهور الراحلة، إذ حرص الآلاف على نعيها عبر منصات التواصل الاجتماعي، مستذكرين أعمالها الفنية التي لامست قلوبهم، ولاسيما أغنيتي “مو مشكلة” و “ما تبيني” اللتين حققتا انتشارا واسعا داخل تونس وخارجها، وخلال سنوات نشاطها القصيرة، استطاعت بشرى بناء قاعدة جماهيرية بفضل صوتها العذب وخياراتها الفنية التي امتزج فيها الطابع الشبابي بروح التراث التونسي.
ورغم رحلتها القاسية مع مرض السرطان، فإن الفنانة الراحلة لم تتوقف عن الظهور في عدد من الحفلات والفعاليات الفنية كلما سمحت لها حالتها الصحية، متمسكة بالغناء باعتباره ملاذها الأول وشغفها الذي لم يخفت رغم الألم، وكانت آخر مشاركاتها قد لاقت تفاعلًا كبيرا من الجمهور، نظرًا لإصرارها على الوقوف على المسرح رغم معاناتها.
وداع صامت يوجع القلوب
أعاد رحيل بشرى محمد فتح النقاش حول معاناة الفنانين الشباب مع الأمراض الخطيرة، ودور المؤسسات المختصة في دعمهم نفسيا وصحيا،وكتب فنانون تونسيون كلمات مؤثرة في وداعها، أكدوا فيها أن مشوارها، وإن كان قصيرا فإنه ترك بصمة واضحة في الذاكرة الفنية، مشيرين إلى أنها كانت نموذجا للإصرار والابتسام رغم التحديات.
برحيل بشرى محمد، يفقد الوسط الفني التونسي صوتا لطالما حمل الأمل والبهجة إلى جمهوره، ويفقد محبوها فنانة أثبتت أن الفن قد يكون مقاومة في مواجهة المرض، ورغم انتهاء رحلتها في الدنيا، ستبقى أعمالها شاهدة على حضورها الإنساني والفني، وعلى قصة فتاة غنت حتى اللحظة الأخيرة.