أولياء أمور: «ارفعوا الغياب» مع انتشار الفيروسات التنفسية.. وخوف من حرمان الطلاب من الامتحانات
شهدت الأيام القليلة الماضية موجة مطالبات متزايدة من أولياء الأمور عبر جروبات «واتساب» المدرسية وصفحات التواصل الاجتماعي بتعليق احتساب الغياب أو رفعه تماماً خلال الفترة الحالية، وذلك بعد انتشار واسع لفيروس تنفسي (الإنفلونزا الموسمية ورينو فيروس وفيروس RSV) بين طلاب المدارس في عدة محافظات.
وقال عدد من أولياء الأمور: «الفيروس ينتشر بسرعة كبيرة داخل الفصول، والكحة والارتفاع الشديد في درجات الحرارة أصبحت ظاهرة يومية، وكثير من الأطفال ينقلون العدوى لباقي أفراد الأسرة، لذلك نضطر لإبقاء أبنائنا في البيت حتى يتماثلوا للشفاء، لكننا نخشى في الوقت نفسه أن يتم حرمانهم من درجات الحضور أو منع دخولهم الامتحانات».
وتصاعدت حدة القلق مع اقتراب مواعيد الاختبارات الشهرية والتقييمات الأسبوعية في معظم المدارس الحكومية والخاصة واللغات، حيث تربط بعض المدارس نسبة الحضور بدرجات الامتحان أو تمنع الطالب من دخول الاختبار إذا تجاوز نسبة الغياب المسموح بها (عادة 15% إلى 25% حسب نوع المدرسة).
وأكد أحد أولياء الأمور بإحدى مدارس شرق القاهرة: «ابني في الصف الرابع الابتدائي غاب أسبوعاً كاملاً بسبب الفيروس، والمدرسة هددت بحرمانه من دخول اختبار الشهر إذا غاب يوماً آخر، مع أن الطفل كان مريضاً فعلياً وله تقرير طبي، فكيف نعرضه لمضاعفات صحية من أجل درجات؟».
من جانبها، لم تصدر وزارة التربية والتعليم حتى الآن أي تعليمات رسمية بشأن مرونة أكبر في احتساب الغياب خلال هذه الفترة، رغم تداول منشورات غير مؤكدة على جروبات المعلمين وأولياء الأمور تفيد بأن بعض المديريات التعليمية (مثل الجيزة والقليوبية) أصدرت تعليمات شفهية لمديري المدارس بقبول التقارير الطبية ومراعاة الظروف الصحية للطلاب دون حرمانهم من الامتحانات.
ويناشد أولياء الأمور الوزارة بإصدار تعميم رسمي موحد يلزم جميع المدارس برفع الغياب مؤقتاً أو على الأقل قبول التقارير الطبية دون شروط تعجيزية خلال ذروة انتشار الفيروسات التنفسية، خاصة أن الأطفال هم الفئة الأكثر تأثراً بهذه الأمراض الموسمية، وأن صحتهم تبقى الأولوية القصوى.
«الصحة» توجه نصائح عاجلة لأولياء الأمور
وأصدرت وزارة الصحة والسكان، اليوم، حزمة إرشادات صحية عاجلة للحد من انتشار الأمراض التنفسية (الإنفلونزا الموسمية – فيروس كورونا – الالتهاب الرئوي – الفيروس المخلوي التنفسي RSV) داخل المدارس، مع تزايد حالات الإصابة بين الطلاب خلال الأيام الماضية.
ودعت الوزارة أولياء الأمور إلى اتباع التدابير التالية بصرامة:
- إبقاء الطفل في المنزل فور ظهور أي أعراض (ارتفاع في الحرارة – سعال – احتقان بالأنف أو الحلق – إرهاق شديد) وعدم إعادته إلى المدرسة إلا بعد التعافي التام لمدة 24 ساعة على الأقل بدون تناول خافض للحرارة.
- تعويد الأطفال على غسل اليدين بالماء والصابون لمدة 40 ثانية على الأقل، واستخدام المنديل الورقي عند العطس أو السعال ورميه فوراً، أو استخدام الكوع إذا لم يتوفر منديل.
- إذا كان الطفل يعاني من أمراض مزمنة (الربو – أمراض القلب – ضعف المناعة – السكر)، يجب استشارة طبيب الأطفال فوراً قبل العودة للمدرسة حتى لو كانت الأعراض خفيفة.
وأكدت وزارة الصحة والسكان في بيان رسمي أنها
تتابع الوضع الوبائي للأمراض المعدية على المستوى المحلي والعالمي لحظة بلحظة، وأي تطورات جديدة سيتم الإعلان عنها فوراً وبشفافية تامة.
وشددت الوزارة على أن صحة الطالب تأتي في المقام الأول، وأن إجازة الطفل المريض حق مشروع لا يجوز حرمانه منه أو تهديده بحرمان من الدرجات أو الامتحانات، مع ضرورة تقديم المدرسة التسهيلات اللازمة لتعويض الطالب عما فاته من دروس.
ويأتي هذا التوجيه في ظل الجدل الدائر حالياً بين أولياء الأمور والمدارس حول احتساب الغياب، حيث تطالب الأسر بمرونة أكبر في تطبيق نسب الغياب خلال ذروة الموجة التنفسية الحالية، مؤكدين أن «صحة أبنائنا أغلى من أي درجات».