انطلاق حملة دولية للمطالبة بالإفراج عن الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي
انطلقت خلال الأيام الماضية حملة عالمية تطالب بالإفراج عن الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي، في وقت أشارت صحيفة ذا غارديان البريطانية إلى أن قطاعات واسعة ترى فيه شخصية قادرة على قيادة الدولة الفلسطينية المستقبلية.
ووفقًا لوكالة صفا، تتولى عائلة البرغوثي، بدعم من منظمات المجتمع المدني في بريطانيا، قيادة حملة جديدة تهدف إلى إعادة قضية الأسير إلى صدارة النقاشات السياسية والدبلوماسية المتوقع تصاعدها عقب مرحلة وقف إطلاق النار في غزة.
وشهدت الحملة حضورًا بارزًا في الفضاءين الإعلامي والبصري، مع انتشار جداريات كتب عليها «أطلقوا سراح مروان» في شوارع لندن، إلى جانب عمل فني كبير أُقيم في بلدة كوبر شمال رام الله، مسقط رأس البرغوثي. كما تستعد شخصيات سياسية وثقافية لإصدار رسالة عامة تطالب بالإفراج عنه.
وتؤكد ذا غارديان أن المطالبات الدولية بإطلاق سراح البرغوثي تتصاعد، نظرًا إلى مكانته القيادية وشعبيته الواسعة في الأوساط الفلسطينية، إذ ينظر إليه كثيرون باعتباره رمزًا للأمل وإمكانية تجديد الشرعية السياسية في الأراضي المحتلة.
وتظهر استطلاعات الرأي المتتالية أنه يحظى بأعلى نسب الشعبية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ما يعزز توقعات بقدرته على قيادة مرحلة سياسية جديدة إذا أُفرج عنه.
ويقضي البرغوثي أكثر من 20 عامًا في السجون الإسرائيلية بعد اتهامه بالتخطيط لهجمات أدت إلى مقتل خمسة مدنيين، وهي محاكمة وصفها الاتحاد البرلماني الدولي بأنها “معيبة للغاية”.
كما رفضت إسرائيل إدراج اسمه ضمن صفقة تبادل الأسرى التي نُفذت خلال وقف إطلاق النار في 13 أكتوبر، فيما كشف الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب سابقًا أنه كان يفكر في الدفع باتجاه إطلاق سراحه.
ويُعد البرغوثي، القيادي البارز في حركة فتح وأحد أبرز الداعمين لحل الدولتين، شخصية ترفض إسرائيل الإفراج عنها خشية تأثيره السياسي الواسع. وقد أمضى فترات طويلة في العزل الانفرادي، ومُنِع من التواصل مع عائلته في كثير من الأحيان، كما تعرض لأربع اعتداءات داخل السجن منذ عام 2023، رغم أنه ما يزال قادرًا بدنيًا وذهنيًا على أداء دور قيادي فاعل.
وتشير تقارير إلى أن البرغوثي لم يلتقِ عائلته منذ ثلاث سنوات، فيما تمكن محاموه من زيارته خمس مرات فقط خلال العامين الماضيين، بينما تمنع سلطات الاحتلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر من مقابلته، في مخالفة واضحة للقانون الدولي.
ومؤخرًا، ظهر وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير في تسجيل مصوّر وهو يسخر من البرغوثي ويهدد بإعدامه، في ظل مناقشة الكنيست مشروع قانون بدعم من بن غفير يسمح بفرض عقوبة الإعدام على المدانين بجرائم قتل ذات دوافع قومية.
ويعتقد مراقبون أن هذا التشريع يستهدف البرغوثي بشكل مباشر.
وكانت محكمة إسرائيلية قد أصدرت عام 2004 خمسة أحكام بالسجن المؤبد بحق البرغوثي، إضافة إلى حكم بالسجن 40 عامًا، بدعوى مشاركته في التخطيط لهجمات خلال الانتفاضة الثانية.