بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

أزمة المياه تتزايد: استمرار التشغيل المحدود لتوربينات سد النهضة وفتح مفيض توشكى

استمرار تشغيل محدود
استمرار تشغيل محدود لتوربينات سد النهضة وفتح مفيض توشكى

يشهد ملف المياه في حوض النيل تطورات لافتة خلال الأيام الأخيرة، عقب رصد صور أقمار صناعية تؤكد استمرار التشغيل المحدود لتوربينات سد النهضة الإثيوبي، بالتوازي مع ارتفاع منسوب البحيرة، مما دفع مصر إلى فتح مفيض توشكى لتصريف الفائض وحماية السد العالي من ضغط المياه المتزايد.

 

ومع تذبذب الأمطار على الهضبة الإثيوبية، تتجه الأنظار إلى حركة الإيراد بين السدَّين وتأثيرها المباشر على الأمن المائي في المنطقة.

 

تشغيل محدود لتوربينات سد النهضة وسط ارتفاع منسوب البحيرة

 

تكشف المعطيات الحديثة، وفقا لتصريح الدكتو عباس شراقي، خبير الموار المائية والري، استمرار عمل توربينات سد النهضة بقدرات محدودة، اعتمادًا على التوربينات الصغيرة فقط. 

 

وتوضح صور الأقمار الصناعية وجود تدفق يومي يُقدّر بنحو 50 مليون متر مكعب من المياه، بينما يبلغ إجمالي التصريف الخارج عبر التوربينات قرابة 100 مليون متر مكعب يوميًا.

 

يرجع نصف هذا التدفق إلى الإيراد الجديد القادم من بحيرة تانا وبقايا الأمطار، بينما يستند النصف الآخر إلى مخزون بحيرة السد نفسها، وهو ما يعكس استمرار الضغط على مستوى المياه داخل خزان سد النهضة.

 

منسوب بحيرة سد النهضة يصل إلى 640 مترًا فوق سطح البحر

 

أظهرت الصور الفضائية ارتفاعًا لافتًا في منسوب المياه ببحيرة سد النهضة ليصل إلى حوالي 640 مترًا فوق سطح البحر، وهو مؤشر على تراكم كميات كبيرة من المياه خلال الأسابيع الأخيرة.

 

كما بدأت أطراف البحيرة تُظهر مساحات خضراء نتيجة ارتفاع المياه، ما يؤكد وصول المنسوب لمناطق لم تكن مغمورة سابقاً.

 

يضع هذا التطور السد تحت ضغط أكبر ويزيد الحاجة إلى تصريف منظم يوازن بين التوربينات وإجمالي الإيراد.

 

السد العالي يستقبل 300 مليون متر مكعب يوميًا وفتح مفيض توشكى

 

على الجانب المصري، تسلم السد العالي تدفقات يومية ضخمة تصل إلى 300 مليون متر مكعب من المياه، نتيجة زيادة الإيراد القادم من أعالي النيل في هذا التوقيت من العام.
 

ورغم قدرة بحيرة ناصر على التخزين، اتخذت وزارة الموارد المائية قرارًا بفتح مفيض توشكى يوم 22 نوفمبر لتصريف الفائض وحماية جسم السد من أي ارتفاعات غير آمنة في المنسوب.

 

ويُعد فتح المفيض إجراءً استراتيجيًا يهدف إلى تفريغ المياه الزائدة وإعادة توزيعها في اتجاه منخفضات الصحراء الغربية.

 

مراقبة دقيقة لحركة الإيراد بين السدَّين

 

يشدد خبراء المياه على أن حركة الإيراد والتصريف بين سد النهضة والسد العالي تتطلب مراقبة يومية دقيقة، خاصة مع التقلبات المطرية على الهضبة الإثيوبية التي تُعد المصدر الأساسي للنيل الأزرق.

 

يؤكد الخبراء أن استمرار التشغيل المحدود للتوربينات في سد النهضة قد يشير إلى وجود قيود فنية أو رغبة في تخزين مزيد من المياه، وهو ما ينعكس مباشرة على كمية المياه المتدفقة نحو مصر والسودان.

 

سد النهضة في معادلة الأمن المائي الإقليمي

 

تسلط هذه التطورات الضوء على الدور المتصاعد لسد النهضة في معادلة الأمن المائي بدول المصب، حيث أصبح السد عاملاً رئيسيًا في تحديد تدفقات النيل الأزرق.

 

وفي المقابل، يواصل السد العالي في مصر دوره المحوري في تنظيم المياه وحماية البلاد من تقلبات الفيضان، كما يظهر في إدارة الفائض عبر مفيض توشكى.

تم نسخ الرابط