بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

السفير رخا أحمد: إسرائيل تصعد.. والمشهد الإقليمي يسير نحو مزيد من الغموض والتوتر (خاص)

رخا احمد حسن - مساعد
رخا احمد حسن - مساعد وزير الخارجية الأسبق

يعج الإقليم بتوترات متزايدة بسبب الهمجية الإسرائيلية المستمرة على مختلف الأصعدة؛ فالانتهاكات المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والاعتداءات المتواصلة في الجنوب اللبناني، تفتحان الباب أمام تساؤلات حول مستوى الالتزام الذي تتبناه حماس من جهة، وحزب الله من جهة أخرى. 

 

كما تثيران تكهنات بشأن احتمال وجود تواصل أو تنسيق سياسي أو عسكري بين الطرفين خلال الأيام الماضية، فضلًا عن علامات استفهام حول الدور الإيراني في هذه التوترات، وما إذا كان ما يزال قائمًا أم أنه تراجع.

 

يرى السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن حماس وحزب الله حريصان على إثبات حسن النية في الالتزام بوقف إطلاق النار؛ فحماس تلتزم بالاتفاق نظرًا للظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، بينما يواجه حزب الله ضغوطًا من الحكومة اللبنانية للالتزام بالتهدئة، إضافة إلى ضغوط عربية لا ترغب في انخراطه بالمواجهة، فضلا عن ضغوط أمريكية وأوروبية. 

 

وبالتالي ـ بحسب تقديره ـ لا توجد فرصة لتنسيق بين حماس وحزب الله حاليًا، ولا مجال لذلك.

 

وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم" أن حماس تلتزم بالاتفاق، بينما ترتكب إسرائيل انتهاكات يومية، من بينها توسيع الخط الأصفر وتقليل عدد شاحنات المساعدات من 600 إلى 300 أو أقل، وهو ما يخالف بنود الاتفاق. وفي المقابل، لا يوجد أي طرف يستطيع حاليًا مساعدة حماس أو مدها بالسلاح.

 

وأشار رخا إلى أن إيران باتت مستبعدة من هذا المشهد، ولم يعد لها الدور السابق في دعم حماس أو حزب الله، إذ تراجع تأثيرها بشكل كبير في تمويلهما. 

 

لكنها ما تزال تلعب دورًا في سوريا، وإن كان دورًا كامنًا لتجنّب استفزاز إسرائيل في الوقت الراهن.

 

وتابع مساعد وزير الخارجية أن ما يحدث حاليًا في لبنان ليس تصعيدًا من جانب حزب الله، بل تمسّك بعدم تسليم السلاح إلا بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، في ظل علمه بأن إسرائيل لن تنسحب من نحو خمسة مواقع تستخدمها للسيطرة على الجنوب. 

 

وأضاف أن المشهد في المنطقة غير مطمئن خلال الفترة المقبلة، لأن إسرائيل تحضر ـ من وجهة نظره ـ لمشروع بديل لخطة ترامب، يتمثل في تنمية المنطقة التي تسيطر عليها داخل غزة، بحيث لا يتبقى فيها سوى 10% فقط من سكان القطاع، بينما تُترك المناطق التي يُقال إن حماس تتمركز فيها دون تنمية إلى حين تسليم سلاحها. وفي المقابل ترفض الحركة ذلك ما لم تنسحب إسرائيل من القطاع، وهو ما يشير إلى وجود غطاء أمريكي لهذه الخطة واتفاق مسبق عليها.

 

واختتم قائلاً: يبدو أن هناك نية مبيتة لجعل خطة ترامب وسيلة لتخدير الدول العربية من جهة، وتخفيف عزلة إسرائيل دوليًا من جهة أخرى. ويصرّ ترامب على منح دور لتوني بلير، بينما تلتزم الدول العربية الصمت. 

تم نسخ الرابط