وزير الخارجية لرئيس الصومال: مصر تعتز بعمق الروابط التاريخية التي تجمع البلدين
عقد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، اليوم الأحد، لقاءً مع الرئيس حسن شيخ محمود، رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية، وذلك خلال مشاركتهما في أعمال منتدى الدوحة.
وتناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ودعم الشراكة الاستراتيجية بين القاهرة ومقديشو.
وأكد الوزير عبد العاطي خلال اللقاء اعتزاز مصر بالروابط التاريخية التي تجمع البلدين، مشيدًا بحالة الزخم الإيجابي التي تشهدها العلاقات المشتركة في الفترة الأخيرة، والتي ظهرت بوضوح في الزيارات رفيعة المستوى وتكثيف التعاون في المجالات الاقتصادية والتنموية والاستثمارية. وجدد الوزير تأكيد استمرار القاهرة في دعم بناء القدرات الوطنية الصومالية، ولا سيما في مجالات مكافحة الإرهاب وترسيخ الأمن والاستقرار، بما يمكّن مؤسسات الدولة الصومالية من بسط سيادتها على كامل أراضيها.
وتطرق الجانبان إلى ترتيبات عمل بعثة الاتحاد الأفريقي للدعم والاستقرار في الصومال (AUSSOM)، حيث شدد الوزير عبد العاطي على التزام مصر الثابت بدعم الصومال وتعزيز الأمن في منطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، باعتبار ذلك جزءًا محوريًا من دعم السلم والتنمية الإقليمية. كما أكد استمرار مصر في تقديم إسهامات فاعلة لتعزيز قدرات الدولة الصومالية بما يحقق الاستقرار الشامل.
واختُتم اللقاء بالتأكيد على أهمية مواصلة التنسيق الوثيق بين البلدين، والمضي قدمًا في تنفيذ برامج التعاون ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصومال.
جلسة "بناء الدولة في الصومال"
وفي سياق متصل، شارك وزير الخارجية المصري في الجلسة النقاشية المعنونة: "بناء الدولة في الصومال: استراتيجيات منسقة للحفاظ على التقدم المحرز"، والتي عُقدت على هامش المنتدى.
وخلال الجلسة، شدد الوزير على أن التحديات التي تواجه الصومال تستلزم اعتماد استراتيجيات منسقة لضمان استمرار التقدم، محذرًا من محاولات بعض الأطراف الإقليمية تحويل المنطقة إلى ساحة للصراعات بما يهدد وحدة البلاد ويقوّض الأمن في البحر الأحمر. وأوضح عبد العاطي أن الصومال يمثل ركيزة أساسية في منظومة الأمن القومي المصري والعربي والأفريقي.
وأكد الوزير أن السياسة المصرية تجاه الصومال ترتكز على مبادئ واضحة، أبرزها دعم وحدة الأراضي الصومالية ورفض الإجراءات الأحادية، وتعزيز بناء مؤسسات الدولة، ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى الاستثمار في تأهيل الكوادر الوطنية عبر المنح الدراسية والبرامج التدريبية.
كما استعرض الجهود المصرية المستمرة في دعم المؤسسات الصومالية عبر برامج تقدّمها الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، بالتعاون مع الأزهر الشريف والجامعات المصرية ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات، بما يعكس إيمان مصر بأن الأمن هو الأساس الذي تُبنى عليه التنمية.
وأعرب عبد العاطي عن أهمية بعثة الاتحاد الأفريقي للدعم والاستقرار في الصومال باعتبارها الآلية الرئيسية لترسيخ الاستقرار، محذرًا من خطورة تراجع التمويل المخصص لها، وداعيًا إلى توفير دعم دولي مستدام يمكّنها من استكمال مهامها خلال المرحلة الانتقالية.