«جسمي ملكي لا تلمسه».. كيف نحمي طلاب المدارس من العنف والتحرش؟
أطلقت المديريات التعليمية بمختلف المحافظات مبادرة «جسمي ملكي لا تلمسه» خلال العام الدراسي 2025/2026، كجزء من خطة موسّعة تهدف لتعزيز حماية الأطفال داخل المدارس، والتصدي لأي ممارسات تتعلق بالعنف، أو التحرش، أو التنمر الذي قد يتعرض له الطلاب، وجاء ذلك بالتزامن مع تزايد الاهتمام المجتمعي بملفات أمن الطفل وحقوقه، خاصة داخل المؤسسات التعليمية التي تضم ملايين الطلاب يوميًا، ما يجعلها بيئة يجب أن تكون آمنة ومهيأة نفسيًا وسلوكيًا لجميع المتعلمين.
أهداف مبادرة «جسمي ملكي لا تلمسه»
تستهدف المبادرة جميع المراحل التعليمية، من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية، مع اختلاف مستوى المحتوى التوعوي المُقدم بما يتناسب مع عمر الطالب وقدرته على الفهم والتعبير، وتؤكد المديريات أن الفكرة الأساسية تقوم على إكساب الطفل مجموعة من المهارات الأساسية: أهمها معرفة حدود جسده، وتمييز المواقف غير الآمنة، والقدرة على رفض أي تصرف يؤذيه، ثم طلب المساعدة فورًا من شخص موثوق.
أنشطة متعددة داخل المدارس
تنفذ المبادرة وفق خطة واضحة تبدأ من المدرسة وتصل إلى مستوى الجمهورية، ويتم تعميمها من توجيه التربية الاجتماعية بالإدارة التعليمية على جميع المدارس مع توضيح الأنشطة والموضوعات وفق النشرة التوجيهية الصادرة من الإدارة العامة للأنشطة، ولأول مرة، تتضمن خطة المبادرة تدريب المعلمين بشكل مباشر على كيفية اكتشاف العلامات النفسية والسلوكية التي قد تشير إلى تعرض الطالب للإيذاء.
يسرا محمد: تضع حجر الأساس لمنهج لحماية الأطفا
ورحب عدد من الخبراء التربويين بالمبادرة، مؤكدين أنها تمثل بداية لتغيير ثقافة كاملة داخل المجتمع التعليمي.
وفي هذا الإطار، قالت الدكتورة يسرا محمد، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة أسيوط، إن «جسمي ملكي لا تلمسه» تضع حجر الأساس لمنهج لحماية الأطفال، وتعليم الطفل معنى خصوصية الجسد مما يقوي ثقة الطفل بنفسه، ويجعله أكثر قدرة على التعامل مع المواقف الحساسة التي قد تواجهه داخل المدرسة أو خارجها، مؤكدةً أن التجارب العالمية أثبتت أن برامج التوعية داخل المدارس تخفّض نسب العنف والتحرش بشكل ملحوظ إذا كانت مستمرة وليست مؤقتة.
وأوضحت، أن هذه الأنشطة تعيد تعريف العلاقة بين الطالب والمعلم، وتجعلهما شريكين في حماية البيئة التعليمية، لا مجرد طرفين في عملية تدريس تقليدية، وطالبت بدمج محتوى المبادرة في المناهج، بحيث يتم تدريسه بصورة مبسطة للطلاب مرة أو مرتين سنويًا على الأقل، لضمان ترسيخ السلوك الوقائي لديهم.
وأكدت، أن المبادرة لها جانب علاجي لا يقل أهمية عن جانبها التوعوي، لأن بعض الطلاب قد يكونون بالفعل تعرضوا لمواقف مزعجة، لكنهم يخشون التحدث، مشددةً على ضرورة خلق حوار آمن بين الطالب والمدرسة يساعد في اكتشاف هذه الحالات مبكرًا، خاصة عندما يتلقى المعلم تدريبًا جيدًا لفهم المؤشرات النفسية مثل القلق المفاجئ، أو الانعزال، أو الخوف من أشخاص معيّنين داخل المدرسة.
داليا الحزاوي: تلعب دورًا كبيرًا في حماية الأطفال
ومن جانبها، ثمنت داليا الحزاوي، الخبيرة التربوية ومؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر، “مبادرة جسمي ملكي لا تلمسه” التي أطلقتها المديريات التعليمية لطلاب وطالبات المراحل التعليمية الثلاثة على مستوى جميع الإدارات خلال العام الدراسي.
وأضافت الحزاوي، أن المبادرة سوف تلعب دورًا كبيرًا إذا تم تطبيقها بصورة جيدة في توعية الأطفال بأهمية حماية جسمهم ورفض التحرش، وكذلك تعزيز دور الأهل والمجتمع في حماية الأطفال، مشيرةً إلى أهمية تمكين الطفل في تنمية مهارات الريادة والقيادة والابتكار وحق الطفل في التعبير عن آرائهم، وذلك من خلال تنفيذ ورش عمل ولقاءات توعوية للطلاب وأولياء الأمور.
وأوضحت، أن المبادرة تأتي تنفيذًا لتوصيات وزارة التربية والتعليم في نشر التوعية في المدارس لمواجهة السلوكيات غير المنضبطة، لتكون المدرسة مكانًا للتعليم و لتربية أيضًا.