هل تواجه مصر فيروسات جديدة؟.. “الصحة” تكشف حقيقة الوضع الوبائي
مع اقتراب فصل الشتاء وتزايد تداول الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكد مسؤولو وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية أن مصر لا تشهد ظهور أي فيروسات جديدة أو مجهولة، وأن الوضع الوبائي داخل البلاد مستقر تمامًا، وفقًا لنتائج منظومة الترصد القومية.
مواجهة حاسمة للشائعات
أكد الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن ما يثار حول انتشار فيروسات غامضة داخل مصر لا يمت للواقع بصلة، موضحًا أن الوزارة تمتلك منظومة ترصُّد ذكية تُعد من الأكبر في المنطقة، وتشمل أكثر من 5500 منشأة تعمل على متابعة أي متغيرات صحية بشكل لحظي.
وقال الوزير، إن المنظومة رصدت خلال العام أكثر من 424 ألف إشارة صحية، تبيّن أن 90% إلى 95% منها مجرد شائعات أو معلومات غير دقيقة، مؤكدًا أن مصر — شأنها شأن أي دولة — لا يمكن أن تخفي معلومات تتعلق بالصحة العامة.
وشدّد على أن الأجهزة المختصة قادرة على اكتشاف أي مرض طارئ فور ظهوره، وأن الوزارة لا تتعامل مع فيروسات “غير موجودة رسميًا”.
لا أمراض مستجدة داخل البلاد
وأوضح عبدالغفار، أن الحديث المتكرر عن ظهور “فيروس جديد مع دخول الشتاء” أصبح ظاهرة موسمية لا تستند إلى بيانات علمية، مشيرًا إلى أن الطب الوقائي في الوزارة يعمل وفق قواعد رصد صارمة، ولم تُسجّل أي مؤشرات لظهور أمراض مستجدة داخل مصر خلال الفترة الحالية.
كما أكد أن القيادة السياسية تتابع ملف أمراض الجهاز التنفسي باهتمام كبير، في ظل الزيادة العالمية في عبء هذه الأمراض، وأن مصر تطبق خططًا وقائية وتطويرًا للبنية الصحية بهدف رفع جاهزية القطاع في مواجهة أي طارئ صحي.
أرقام عالمية تستدعي الاستعداد
واستعرض وزير الصحة، بعض المؤشرات الدولية التي تبرز خطورة أمراض الجهاز التنفسي عالميًا، لافتًا إلى أن مرض الانسداد الرئوي المزمن وحده مسؤول عن نحو 5% من الوفيات حول العالم، بينما يتسبب مرض الربو في وفاة أكثر من ألف شخص يوميًا، مؤكدًا أن مواجهة التحديات تتطلب إجراءات تشمل مكافحة التدخين، وتحسين جودة الهواء، والتوسع في خدمات التأهيل التنفسي للمرضى.
الوضع الوبائي في مصر طبيعي
من جانبه، أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة والسكان، أن ارتفاع حالات الإصابة بالفيروسات التنفسية خلال الفترة الحالية أمر طبيعي ومتكرر كل عام، ولا يختلف عن متوسط الإصابات خلال السنوات الخمس الماضية. ونفى تمامًا ما تروجه بعض القنوات المعادية بشأن وجود “كارثة صحية” أو “وباء غير معلن”، مؤكدًا أن الوزارة أعلنت كل البيانات بشفافية كاملة، بمشاركة ممثل عن منظمة الصحة العالمية.
وأشار “عبدالغفار” إلى أن الإنفلونزا الموسمية تتصدر قائمة الفيروسات المنتشرة هذا الشتاء بنسبة تتراوح بين 48% و60% من الحالات المرصودة، ومعظمها من نوع H1N1، ويليها الفيروس المخلوي ثم الإنفلونزا من النوع B، بينما تراجع انتشار فيروس كورونا ليصبح الأقل وجودًا بين الفيروسات التنفسية الحالية.
وأضاف “متحدث الصحة”، أن المقارنات التاريخية تدعم هذا الاستنتاج؛ فخلال عامي 2019 و2020 كان فيروس كورونا هو الغالب، مما أدى لانخفاض واضح في معدلات الإنفلونزا، قبل أن تعود تدريجيًا لتسجل نسبًا أعلى العام الماضي، وصولًا إلى معدلاتها الطبيعية هذا الموسم، مشددًا على أن نسب دخول المستشفيات والوفيات الناتجة عن الأمراض التنفسية لم تشهد أي زيادة مقارنة بالسنوات السابقة، وهو ما يُعد مؤشرًا واضحًا على استقرار الوضع الوبائي داخل البلاد.
الصحة العالمية: الوضع في مصر مطمئن
أكدت الدكتورة نعمة عابد، ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، أن الزيادة الملحوظة في إصابات الإنفلونزا هذا العام ليست استثناءً، بل تُعد ظاهرة عالمية تشهدها العديد من دول إقليم شرق المتوسط، حيث رصدت 10 دول ارتفاعًا مماثلًا في الحالات.
وقالت “عابد”، خلال مؤتمر صحفي، إن الوضع في مصر “مطمئن ومحل متابعة دقيقة”، مشيرة إلى أن منظومة الترصد الوطنية قادرة على التقاط أي تغير في أنماط الإصابات بفضل التطوير المستمر وميكنة البيانات وتحليلها بشكل لحظي. وأكدت عدم وجود ما يدعو للقلق طالما يتم الاعتماد على البيانات الرسمية والمصادر العلمية.