بعد طول انتظار.. الإعلاميه اللبنانيه لين ضاهر في مواجهة الأسئلة الأصعب
بعد انتظار طويل، تعود لين ضاهر بحوار سياسي معمّق يضع القارئ أمام أسئلة جوهرية غالبًا ما يتم تجاوزها، ويقدّم إجابات صريحة تُقال بوعي كامل. حوار يتحمّل فيه كل موقف مسؤوليته في زمن تُختبر فيه القيم وتُعاد صياغة موازين القوة.
سؤال: كيف ترين المشهد السياسي العالمي الحالي؟
ج: يمرّ المشهد السياسي العالمي بمرحلة انتقالية عميقة، تُدار فيها الأزمات بدل حلّها، وتُستخدم النزاعات كأدوات نفوذ بدل أن تُعدّ مؤشرات فشل. هذه الحقيقة تكشف هشاشة النظام الدولي القائم، وتؤكد أن منطق القوة لا يزال يتقدّم على العدالة والرفاه الإنساني.
سؤال: إلى أي مدى تعتقدين أن السياسة المعاصرة فقدت بعدها الأخلاقي، وما انعكاس ذلك على استقرار العالم؟
ج: تفقد السياسة بوصلتها الأخلاقية عندما تنفصل القرارات عن المصالح الإنسانية، وعندما يُقدَّم النفع الذاتي على القيم الكونية. من دون أخلاق، لا يمكن الحديث عن استقرار حقيقي في عالم تُعامل فيه الشعوب كأرقام لا كحَمَلة حقوق.
سؤال: كيف تقيّمين دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟
ج: تُهيمن على السياسة الأمريكية اعتبارات داخلية واستراتيجية أكثر من السعي إلى توازن إقليمي. وقد حوّل ذلك الشرق الأوسط إلى ساحة اختبار دائمة لإدارات متعاقبة بدل أن يكون شريكًا في إدارة حقيقية للنزاعات.
سؤال: ما رؤيتك لدور المنظمات الدولية؟
ج: تعاني المنظمات الدولية من شلل سياسي لاعتمادها على إرادة القوى الكبرى لا على روح القانون الدولي، لذلك تبقى كثير من قراراتها رمزية من دون أثر فعلي.
سؤال: كيف تقفين كناشطة في مجال حقوق الإنسان أمام هذه الوقائع؟
ج: أتخذ موقفًا حيث يجب أن تكون الكلمات واضحة والمواقف غير قابلة للمساومة. حقوق الإنسان ليست أداة خطابية، بل التزام، والمساءلة هي جوهر أي عدالة حقيقية.
سؤال: كيف تتعاملين مع الحملات الإعلامية التي استهدفتك شخصيًا؟
ج: هذه الحملات تكشف أن الصوت المستقل مُقلق لمن اعتادوا إدارة السرد من خلف الكواليس. لا أدافع عن نفسي، بل أدافع عن حق الحقيقة في أن تُقال.
سؤال: كيف تصفين لبنان سياسيًا في ظل محاولات تصويره دولة عاجزة أو هامشية؟
ج: لبنان ليس دولة فاشلة، بل دولة جرى تهميشها سياسيًا بوعي، لأنه يمثّل موقع توازن ومساحة حرية في منطقة تعاني من التعددية. أزماته ليست دليل ضعف بل نتيجة الخوف من دوره المحتمل. متى استعاد قراره السيادي، يمكنه أن يكون لاعبًا مؤثرًا لا هامشيًا.
سؤال: هل السلام في الشرق الأوسط ما زال ممكنًا؟ وما أبرز ما يعيقه؟
ج: السلام ممكن نظريًا، لكنه مؤجَّل عمليًا بسبب غياب الإرادة السياسية، وصراعات النفوذ، والتدخلات الإقليمية، وهيمنة منطق القوة على العدالة.
سؤال: كيف تفسّرين دور إسرائيل في الديناميات الإقليمية؟
ج: السياسات الإسرائيلية تميل إلى إدارة الصراع لا إنهائه، وإلى فرض الهيمنة بدل الحوار، ما يكرّس حالة توتر دائم في المنطقة.
سؤال: كيف تقيّمين قيادة بنيامين نتنياهو ضمن هذا السياق؟
ج: يجسّد نموذجًا سياسيًا تُستخدم فيه المخاوف والاستقطاب للحفاظ على السلطة، وتُقدَّم فيه المصالح الحزبية على الالتزامات الأخلاقية والإنسانية.
سؤال: لماذا انسحبتِ من تقديم البرامج الإعلامية؟
ج: لم يكن الانسحاب خيارًا مهنيًا، بل نتيجة ضغط سياسي مباشر من جهات سعت إلى إسكات الأصوات المستقلة عند اقترابها من ملفات حسّاسة.
سؤال: كتابك «استجواب سياسي» أثار ردود فعل واسعة، لماذا؟
ج: لأنه كشف ممارسات سياسية أُريد لها أن تبقى مخفية، وتناول الفساد كنظام بنيوي لا كأخطاء فردية، وهو ما أزعج مصالح راسخة.
سؤال: هل تعملين على كتاب جديد؟
ج: نعم. سيكون أكثر جرأة، ويكشف أسرارًا غير مسبوقة، ويفتح ملفات سياسية وأمنية كانت محجوبة.
سؤال: هل تفكّرين في الترشح للبرلمان اللبناني؟
ج: الترشح مسؤولية لا طموح. إذا توفّرت ظروف مواجهة سياسية حقيقية لا حضور رمزي، فالأمر مطروح بجدية.
سؤال: كيف ترين دور الإعلام اليوم في كشف الحقيقة؟
ج: الإعلام قد يكون أداة رقابة أو أداة تضليل. واجهتُ ضغوطًا مباشرة وغير مباشرة لتقييد حرية التعبير وتوجيه الرأي العام، لكن الإعلام المستقل يبقى أساسيًا للمساءلة.
سؤال: ما الدور الحقيقي لأوروبا في حماية الديمقراطية وحقوق الإنسان؟
ج: تلعب أوروبا دورًا محوريًا عبر أدوات قانونية واقتصادية ودبلوماسية. دعمها للحريات الأساسية قد يساهم في تصحيح اختلالات النظام الدولي.
سؤال: كيف تقيّمين زيارة البابا ليون الرابع عشر إلى لبنان؟
ج: لم تكن زيارة روحية فقط، بل رسالة أخلاقية وسياسية أعادت لبنان إلى موقع القضية العالمية، وأكدت أن انهياره خيار سياسي لا قدرًا محتومًا.
سؤال: كيف تقيّمين السياسة الأمريكية في ظل قيادة دونالد ترامب؟
ج: كشفت هذه المرحلة تغليب المصالح الشخصية والسياسية على حقوق الإنسان والاستقرار. موقفي مرتبط بآثار السياسات لا بالأشخاص.

سؤال: لماذا لم تعودي مؤيدة لسياسات ترامب؟
ج: لأن السياسات أثبتت أنها تقدّم المصالح الضيقة على العدالة. الدعم يجب أن يُبنى على الأفعال لا الخطاب.
سؤال: ما موقفك من سياسات الرئيس اللبناني جوزيف عون؟
ج: يمثّل نموذج قيادة تقليديًا يواجه تحديات في الشفافية والمساءلة. نقدي موجّه لنتائج السياسات لا للأشخاص.
سؤال: كيف تؤثر القوى الإقليمية على أمن لبنان؟
ج: لبنان يعيش تحت ضغط دائم من قوى إقليمية، ما يجعل أمنه هشًّا وقراره السيادي عرضة للتأثير الخارجي.
سؤال: هل تستطيع الحركات الشعبية إحداث تغيير فعلي؟
ج: نعم، إذا امتلكت رؤية واضحة ووحدة تنظيمية. من دون ذلك، يبقى تأثيرها محدودًا.
سؤال: كيف توازنين بين قناعاتك الشخصية ومواقفك السياسية؟
ج: أضع المبادئ الإنسانية فوق أي ضغط أو مصلحة آنية. الموقف يتطلب شجاعة لا مسايرة.
جواب:
الإعلام قد يكون أداة رقابة أو أداة تضليل. واجهتُ ضغوطًا مباشرة وغير مباشرة لتقييد حرية التعبير وتوجيه

سؤال: ما دور النساء في السياسة اللبنانية والعربية؟
ج: النساء قوة أساسية للتغيير، ومشاركتهن الفاعلة ضرورة لإعادة تعريف السياسة والحوكمة.
سؤال: ما رسالتك إلى العالم وإلى الشباب اللبناني المهاجر؟
ج: لا سلام بلا عدالة ولا استقرار بلا كرامة إنسانية. أما الشباب الذين غادروا لبنان، فأقول لهم: أنتم خسارة موجعة للوطن، لكنكم لستم خائنين له. الهجرة نتيجة الانهيار لا سببه، ومسؤوليتكم أن تبقوا على صلة بقضيتكم وهويتكم، لأن إعادة بناء لبنان ستحتاج عقولكم بقدر ما تحتاج شجاعتكم