بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني: نؤمن أن حل مشاكل الإقليم يبدأ من بغداد

ممثل الاتحاد الوطني
ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني

مع انتهاء الانتخابات البرلمانية العراقية وبدء مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة، يعود الدور الكردي ليتصدر مشهد التوازنات السياسية داخل العراق والمنطقة، ويبرز الاتحاد الوطني الكردستاني كأحد اللاعبين الأساسيين في رسم ملامح المرحلة المقبلة، سواء على صعيد الملفات الداخلية أو الدور الإقليمي لإقليم كردستان.


في هذا الحوار الخاص مع «بلدنا اليوم»، يتحدث السيد ملا ياسين، ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني في القاهرة، عن رؤية حزبه للعملية السياسية في العراق،  ودور الإقليم في ملفات إقليمية حساسة تشمل العلاقة مع تركيا، وملف حزب العمال الكردستاني، والأزمة السورية، إضافة إلى مستقبل قوات البيشمركة والخلافات بين بغداد وأربيل. وفيمايلي نص الحوار:

 

ما دور إقليم كردستان، وتحديدًا الاتحاد الوطني الكردستاني، في تقريب وجهات النظر حول ملف حزب العمال الكردستاني والعلاقة مع تركيا؟


إقليم كردستان بحكم هويته القومية وموقعه الجغرافي يشكّل ساحة تلاقٍ طبيعية للحوار بين الأطراف الكردية والإقليمية. حزب العمال الكردستاني حزب كردي، وكذلك قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل كرد سوريا عمودها الفقري، ومن هذا المنطلق فإن منطق الوساطة يصبح أمرًا مشروعًا بل وضروريًا. الاتحاد الوطني الكردستاني، بما يمتلكه من علاقات متوازنة وخبرة سياسية تراكمت عبر سنوات طويلة، قادر على لعب دور إيجابي في تقريب وجهات النظر، والانتقال بهذا الملف من مربع الصدام إلى فضاء التفاوض. نحن نؤمن أن الحوار هو السبيل الوحيد لإنهاء النزاعات المعقدة، ونعمل على تهيئة الظروف السياسية التي قد تقود في نهاية المطاف إلى مصالحة حقيقية بين الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني.

هل يمكن لهذا الدور أن ينعكس على العلاقة بين تركيا والإدارة الذاتية في شمال سوريا؟ 
نعم، هذا الاحتمال قائم وبقوة. فطالما توفرت قنوات للحوار بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني، فلا يوجد مانع موضوعي من أن يمتد هذا المسار ليشمل العلاقة بين الدولة التركية والإدارة الذاتية في شمال سوريا. الاتحاد الوطني الكردستاني ينطلق من قناعة راسخة بأن النزاعات لا تُحل بالقوة،  بل عبر بناء الثقة وإيجاد مساحات مشتركة للحوار. وإذا توافرت الإرادة السياسية لدى الأطراف المعنية، فإن إقليم كردستان يمكن أن يشكّل جسر تواصل يخفف من حدة التوتر ويفتح الباب أمام تفاهمات جديدة تخدم استقرار المنطقة ككل.

كيف ترون تطور الدور الإقليمي لإقليم كردستان في المرحلة الراهنة؟
خلال السنوات الأخيرة، نجح إقليم كردستان في تثبيت نفسه كلاعب فاعل على الساحة الإقليمية والدولية. الإقليم يتمتع بعلاقات منفتحة مع الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، دون حساسيات أيديولوجية أو سياسية حادة. غياب التطرف الديني عن المشهد الكردستاني شكّل عنصر قوة إضافي، وأسهم في بناء صورة الإقليم كمساحة آمنة ومستقرة نسبيًا في محيط مضطرب. كما أن الدور الذي لعبته قوات البيشمركة، إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية، في مواجهة الإرهاب، جعل القوى الدولية تنظر إلى كردستان بوصفها شريكًا موثوقًا في حفظ الأمن ومكافحة التهديدات المشتركة.

هل يمكن لقوات البيشمركة أن تكون جزءًا من منظومة أمنية إقليمية؟
بلا شك، قوات البيشمركة تمثل ركيزة أساسية في أي منظومة أمنية تسعى إلى منع عودة التنظيمات الإرهابية. هذه القوات اكتسبت خبرة ميدانية كبيرة، وقدمت تضحيات جسيمة في مواجهة الإرهاب. القرار النهائي بطبيعة الحال يعود إلى الإرادة الدولية، وخصوصًا الموقف الأمريكي، لكن المؤشرات الحالية إيجابية. فاستمرار وزارة الدفاع الأمريكية في دعم قوات البيشمركة، سواء من حيث التدريب أو التسليح، يؤكد أن المجتمع الدولي ينظر إليها كعنصر استقرار لا قوات أمنية عابرة. 
إلى أين وصل مشروع توحيد قوات البيشمركة؟
مشروع توحيد قوات البيشمركة قطع شوطًا مهمًا، ويمكن القول إننا نقترب من مراحله النهائية. هناك تنسيق مستمر مع قوات التحالف الدولي لتوحيد قوات (70 و80)، وهو أمر بالغ الأهمية ليس فقط من الناحية العسكرية، بل أيضًا من الناحية السياسية والمؤسساتية. إنهاء الانقسام داخل المؤسسة الأمنية سيعزز الاستقرار الداخلي في الإقليم، ويجعل قوات البيشمركة أكثر فاعلية وقدرة على مواجهة التحديات الأمنية المشتركة.
ما أبرز الملفات العالقة بين بغداد وأربيل؟
الملفات العالقة كثيرة ومعقدة، في مقدمتها المادة 140 الخاصة بكركوك، وملف الموازنة العامة، ورواتب الموظفين، فضلًا عن القضايا الدستورية التي لم تُنفذ حتى الآن، وميزانية قوات البيشمركة. رؤية الاتحاد الوطني واضحة في هذا السياق: لا حلول جزئية ولا التفاف على الدستور. الطريق الصحيح يمر عبر بغداد ومن خلال المؤسسات الاتحادية، بما يضمن حقوق الإقليم ضمن إطار الدولة العراقية الموحدة. 
ما موقف الاتحاد الوطني من ملف المناصب السيادية والخلاف مع الحزب الديمقراطي الكردستاني؟
العلاقة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني ليست علاقة صراع استراتيجي، وإنما اختلاف في الرؤى حول إدارة الإقليم وبعض التفاصيل السياسية. نحن نؤمن بأن مصلحة كردستان تتحقق من خلال تعزيز العلاقة مع بغداد لا الابتعاد عنها. وبحسب الأعراف السياسية التي استقرت منذ عام 2003، فإن منصب رئاسة الجمهورية يعد استحقاقًا سياسيًا للاتحاد الوطني الكردستاني، وهو جزء من التوازن الوطني الذي ساهم في استقرار العملية السياسية في العراق. 
ما الذي يقدمه الاتحاد الوطني الكردستاني للعراق في المرحلة المقبلة؟
نحن نؤمن بعراق موحد، قوي بتعدديته، ومستقر بمؤسساته. الاتحاد الوطني الكردستاني يسعى إلى ترسيخ نموذج سياسي قائم على الحوار، والتنمية، والتعايش، بعيدًا عن منطق الإقصاء أو المغالبة. سنكون جزءًا فاعلًا في أي مشروع جاد لإعادة بناء الدولة العراقية على أسس العدالة والشراكة الحقيقية.

هل تتوقعون تأخرًا في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، كما صرح سياسيون؟
لا أرى أن هناك مبررات حقيقية لتأخير طويل في تشكيل الحكومة. التصريحات التي تحدّثت عن تأجيل كبير أعتقد أنها مبالغ فيها. قيادات القوى الشيعية وعدت ناخبيها بتشكيل حكومة في خدمة الناس وبوتيرة سريعة جدًا، وهناك التزامات سياسية بالسير نحو هذا المسار. أتصور أن المرحلة المقبلة ستشهد حراكًا سياسيًا مكثفًا يقود إلى ولادة حكومة جديدة بوتيرة أسرع مما يُتداول في الإعلام.

تم نسخ الرابط